أجهضت الولاياتالمتحدة مشروع قرار لإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والتأكيد على عدم مشروعيته باستخدامها حق النقض (الفيتو)، في تحرك انتقده الجانب الفلسطيني قائلا إنه سيزيد من تعقيد الأمور في منطقة الشرق الأوسط. وذكرت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس، إن معارضة الولاياتالمتحدة لمشروع القرار لا يعني على الإطلاق تأييدها للأنشطة الاستيطانية. وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي قد أيدوا مشروع القرار المقدم من المجموعة العربية ومدعوم من أكثر من 100 دولة لإدانة الاستيطان الإسرائيلي، إلا أن رايس شددت على الحاجة الملحة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بناء على رؤية حل الدولتين. وكان مجلس الأمن الدولي قد استهل البارحة اجتماعا لتدارس مشروع قرار ضد سياسة الاستيطان الإسرائيلية، وذلك رغم الضغوط الأمريكية على السلطة الفلسطينية لثنيها عن الإقدام على هذه الخطوة. وبررت رايس استخدام حق الفيتو (النقض) لإجهاض المشروع متذرعة بأن «السبيل الوحيد للوصول إلى هذا الهدف المشترك هو المفاوضات المباشرة بين الجانبين بدعم نشط ودائم من الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي». وتابعت «إنه صراع فلسطيني إسرائيلي ولا يستطيع أي طرف خارجي حله مهما تحلى بحسن النوايا، لذا يجب تقييم أي إجراء على أساس ما إذا كان سيقرب الطرفان إلى المفاوضات والاتفاق، وللأسف فإن مشروع القرار هذا يهدد بتصلب مواقف الجانبين، وقد يشجعهما على الابتعاد عن المفاوضات». وجزمت المسؤولة الأمريكية برفض بلادها لمشروعية مواصلة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، قائلة إن تلك الأنشطة، على مدى أكثر من 40 عاما، المحتلة قوضت أمن إسرائيل والآمال بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وبدوره، أكد السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة ميرون روبن، أن المفاوضات المباشرة كانت وما زالت السبيل الوحيد لحل الصراع طويل الأمد في المنطقة. واستنكر روبن عرض المشروع للتصويت في مجلس الأمن الدولي، قائلا «بدلا من ذلك كان يتعين على المجتمع الدولي ومجلس الأمن دعوة القيادة الفلسطينية بصوت واضح وحازم للعودة فورا إلى مائدة المفاوضات بدون شروط مسبقة وأن تجدد المفاوضات المباشرة من أجل حل جميع القضايا العالقة». وعلى الجانب الفلسطيني، استغرب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة الموقف الأمريكي باستخدام حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار. وقال أبو ردينة في حديث لوكالة الأنباء الفلسطينية، وفا، إن هذا الموقف سيزيد من تعقيد الأمور في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أن «الفيتو» الأمريكي أسطوانة مشروخة ولا يخدم عملية السلام، بل يشجع إسرائيل على الاستمرار في الاستيطان والتهرب من استحقاقات السلام. وكانت السلطة الفلسطينية قد أجمعت على رفض طلب الولاياتالمتحدة عدم طرح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يدين إسرائيل بسبب نشاطاتها الاستيطانية.