كشفت ل «عكاظ» مصادر مطلعة عن أن «خطة العمل التي تنفذها أمانة محافظة جدة في المنطقة التاريخية حاليا لا ترقى إلى الطموح، خصوصا مع انتشار مقاطع مرئية تم تناقلها عبر وسائل الإعلام الإلكترونية، والتي ترصد بطء تنفيذ الأعمال التي تشهدها المنطقة». وفي سياق متصل، عبر المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة مكةالمكرمة محمد العمري عن أسفه لما تتعرض له «تاريخية» جدة من سوء صيانة للبنية الأساسية، وازدواجية الوصاية عليها بين الأوقاف والورثة، وأضاف «إن إهمال المنطقة التاريخية لعشرات السنين أفقدنا كثيرا من مبانيها الأثرية، ولم يتبق منها سوى 375 مبنى، منها 50 مبنى من فئة الدرجة الأولى، 170 من الدرجة الثانية، و155 مبنى من الدرجة الثالثة، بعد أن كانت قبل 25 عاما نحو ألف مبنى». وأكد مدير هيئة السياحة والآثار أنه «إذا استمر هذا الإهمال، وأعاقت الإجراءات الروتينية سير الأعمال، فإننا سنخسر المزيد»، مبينا أن «خسارتنا لتراث المنطقة التاريخية لن يتوقف إلا بتعاون كافة الجهات ذات العلاقة، مثل البلديات، أمانة جدة، هيئة السياحة، الدفاع المدني، الأوقاف، شركة المياه، شركة الكهرباء، الاتصالات، الجوازات، التجارة، والشركة المطورة» . وطالب العمري أمانة جدة بأن تسعى إلى تجاوز المعوقات التي تتسبب في فقدان المباني التاريخية، وأن توجد الحلول السريعة لأوقاف المباني التي تشكل 30 في المئة من إجمالي الموجود فيها، وأن تحل خلافات الملاك التي ساهمت بدور كبير في إهمال بعض المباني وهجرها وعدم صيانتها، الأمر الذي جعل بعضها عرضة للانهيار «وخسارتنا لتاريخ يفترض أن نحافظ عليه»، مؤكدا على أهمية إخلاء المنطقة التاريخية من المستودعات، والكشف على التمديدات الكهربائية والمائية في المباني، ونقل بعض ملكيات المباني التاريخية إلى الأمانة، وإيجاد مخطط شامل للمنطقة يبين طرق الدخول والخروج منها. من جهته، أوضح رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار أن جميع المباني ال26 التي تضررت من مطر الأربعاء، والتي تهدم منها أربعة مبان، سترمم وسيعاد بناؤها على نفس الطراز القديم، موضحا أن المنطقة التاريخية في حاجة إلى الكثير من العمل، وإلى وقفة وتعاون جميع الجهات المعنية، ومنها هيئة السياحة، مشيرا إلى أن الهدف من إنشاء بلدية جدة التاريخية قبل خمسة أشهر هو المحافظة على المباني التاريخية، وأن الجهود المبذولة لن تظهر إلا بعد تسجيل المنطقة في منظمة اليونسكو.