لمن ننمي؟ لمن نعمل؟، هل نعمل من أجل القضاء على أوقات الفراغ؟، أو الحصول على منافع شخصية؟ أم من أجل أجيال قادمة، أجيال تنجح في تغيير ما فشلنا في تغييره. إنهم جيل التواصل الرقمي جيل الفيس بوك جيل النهضة والريادة!. إن استطلاع آراء الشباب يعد التيرمومتر حيال ما نقوم به من أعمال؟، ومدى اقتناعهم بالدور الذي نمارسه؟، ما هي نظرتهم للمستقبل؟ وما هي نظرتهم لفرص العمل والفساد والسكن والعنوسة والبطالة؟، هل يرون مستقبلا إيجابيا يلوح في الأفق أم سحبا سوداء جرداء؟. علينا استطلاع آراء العاطلين عن العمل؟، ووقود النهضة طلبة الجامعات والمبتعثين؟ وطلبة المرحلة الثانوية الذين يحترقون شوقا للجلوس على مقاعد التعليم العالي؟ وطلبة التعليم العام دون المرحلة الثانوية، فربما نستطيع تحقيق آمالهم وتطلعاتهم. إن الأجيال القادمة ليس عليها واجب التنمية بل النهضة والريادة والإبداع والابتكار والقوة العلمية. إننا أمام أجيال نجحت في استيعاب الواقع أسرع منا، كون وسائل التقنية والتواصل الاجتماعي مكنتهم من معرفة واقعهم ومحيطهم، فكل ما علينا القيام به هو تهيئة المستقبل لهم من خلال استطلاع آرائهم وتنفيذ الواقعي من تطلعاتهم وطموحاتهم!. المطلوب الآن لا يتمثل في قياس توجهات الشباب ونشرها لأجل النشر، وإنما لتوعية الجميع بما نقوم به وما يجب أن نقوم به، فماذا سنجني لو خلفنا لهم مشاريع تذهب هباء منثورا نتيجة لنخر الفساد لأركانها؟، وماذا سنجني لو كانوا محبطين يائسين من المستقبل؟، كيف سينهض الوطن؟ وكيف سننافس الأمم؟. لجامعة الملك سعود العريقة مركز لأبحاث الشباب يمكن أن يكون نقطة البداء الرئيسية، من هناك يمكن أن ترسم تطلعات أجيال الوطن القادمة. فاجعة جدة الثانية أكدت بأن أبناء الوطن وبناته قادرون على النهضة بالوطن متى منحوا الفرصة وهيئ لهم المناخ الملائم للقيام بواجبهم تجاه أنفسهم ووطنهم، فجهودهم وقت الشدائد كانت واضحة وتطوعية وهي بلاشك تضع على المحك الفارق الشاسع بينهم وبين موظفي القطاع العام والكثير من رجال أعمال وطني الذين هيئت لهم وسائل النجاح، وأهمل الفصيل الأول واجبه وقت الرخاء ولم نجد الفصيل الثاني وقت الشدائد!. إن التفكير بإيجابية واجب علينا جميعا وهذه النظرة لا تتعارض مع النقد البناء واستكشاف الأعطال والأعطاب التنموية والإدارية والفكرية التي شكلت معالم الكثير مما نعايشه اليوم، وهذا يتطلب تقييما لواقعنا من منظور أجيال الوطن القادمة بناء على ما ينجزه القطاع العام، فجزء من مؤسسات القطاع العام في فترات سابقة أعلن أنه سيوفر ملايين الفرص الوظيفية ضمن خطط طموحة ولم يكشف المسؤولون عن ما تنفذ منها وما بقي حبيس الأدراج، وهذا يتطلب إعادة تقييم لما تحقق وما لم يتحقق وبحث سبل تحقيقها حتى لا تبدد الثروات التي تسيل أمامنا دون أن يتم ادخارها نقدا أو استثمارها في مشاريع تدر عائدا مجزيا للأجيال القادمة. علينا الحذر، إن لم يجدوا إجابة واضحة حيال ما نقوم به من أعمال والمستقبل الذي ينتظرهم فيعني ذلك أن الفجوة بيننا وبينهم عالية جدا وعلينا ردم الفجوة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة