بالرغم من التقلبات السياسية التي مرت بالشعب المصري وعلى رأسها الوضع الراهن إلا أن لهذا الشعب قوة تماسك وترابط يستشعرها المشاهد حتى في الإعلانات المصرية. فلأول مرة يظهر الفنان عادل إمام الملقب (بالزعيم) في إعلان تلفزيوني لشبكة اتصالات تحمل مادته معاني أعمق من كونها مجرد إعلان، حيث لم يذكر إمام اسم المنتج ولا مرة واحدة بل تكلم عن الشعب المصري بطريقة معبرة ليس ككل بل لكل شخص مصري على حدة كما يقول في بداية الإعلان (غريبة حكاية الواحد منا .. كل واحد أهم واحد). في الإعلان تظهر مشاهد معبرة لا يظهر فيها إمام تصاحبها موسيقى ذات إيقاع هادئ منخفض مكونة خلفية هدفها التركيز على صوت عادل إمام أثناء تعليقه على كل مشهد وكأنه ينبه المشاهد لرؤيته من زاوية خاصة. (بضعفه أقوى.. بحبه أجمل من أي واحد)، التي يرمز بها إلى صفة الحنان في المصريين وبأن المصري يستمد قوته من الضعيف، حيث إن الأب يحتاج بأن يتحلى بالقوة ليحمي رضيعه الضعيف وذلك بدافع الحب، (بإصراره يقدر يوصل.. وفخياله يعيش عالم تاني ماشفوش أي واحد)؛ ينوه هنا عن قوة عزيمة المصري والذي يذكرنا بقدرة المصري على الإصرار والصبر وتحدي الظروف وبأن واقع مرارة الحياة لا يمنعه من العطاء ولا يكون عائقا في طريق تحقيق هدفه، (ممكن بضحكه يأثر في واحد.. بحركة يقول حكاوي كتير). ويظهر عادل إمام في لقطة من مسرحية (مدرسة المشاغبين) واستخدم الإعلان هذه المسرحية تحديدا كونها مسرحية أضحكت الملايين وما زالت تضحك كل من يشاهدها في كل مرة كناية عن خفة دم المصري، (بكلمة يقرب الملايين.. وصوته يوصل لكل واحد)؛ رامزا إلى قوة الإعلام المصري سواء إذاعيا، صحافيا، أو تلفزيونيا. ويستخدم إمام قدرة المصري على الجمع بين النقيضين عندما يعلق قائلا (جدع ساعة الزنقة، وبسيط وعلى قد بساطته ملك) وكان استخدام طبقات صوت إمام أقوى تأثيرا من المشهد؛ فإمام يخفض من صوته ليتناول كلمة بسيط بكل بساطة ليعود ويرتفع في عزة وفخر في كلمة ملك، (بلمسة يقوم الدنيا)؛ مذكرا أن لمسة قدم جعلت العالم العربي يحتفل بفوز فريق الساجدين بكأس الأمم الأفريقية بقيادة المدرب حسن شحاته (ومن مكانه يحرك إحساس الواحد). وبعد أن رصد الإعلان مميزات الشخصية المصرية يظهر مشهد شارع تم تصويره في مدينة الإنتاج الإعلامي يسير فيه المشاة أثناء تعليق إمام (وهي دي قوة تمانين مليون واحد) لتتبع الكاميرا أحد المشاة من خلفه وانتقلت إلى وجهه لتفاجئ المشاهد بأنه عادل إمام تعلو وجهه ابتسامة فخر ورضا كافية بأن تنال من قلب المشاهد ليعلق قائلا (قوتنا مش أننا بقينا رقم واحد، قوتنا في قوة كل واحد).