أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة البارحة بيانه الثالث مؤكدا على أنه سيحدد الخطوات والإجراءات التي ستتبع بعد تنحي الرئيس حسني مبارك عن رئاسة الجمهورية، مشددا على أنه ليس «بديلا عن الشرعية». وأشار البيان إلى أنه «أمام مطالب شعبنا في كل مكان بإحداث تغييرات جذرية، فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتدارس هذا الأمر للوصول إلى تحقيق آمال شعبنا، وسيصدر المجلس لاحقا بيانات تحدد الخطوات والإجراءات والتدابير التي ستتبع». وأكد أن المجلس «ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب»، مشيرا إلى أن ما أسماه «اللحظة التاريخية الفارقة من تاريخ مصر"، بعد تنحي مبارك عن الرئاسة وتكليف المجلس بإدارة شؤون البلاد. وحيا البيان مبارك «لما قدمه في مسيرة العمل الوطني حربا وسلما وعلى موقفه الوطني لتفضيله المصلحة العليا للوطن». كان نائب رئيس الجمهورية المصري اللواء عمر سليمان قد أعلن أمس أن الرئيس مبارك قرر تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد. وبعد أكثر من أسبوعين من الغضب والحزن على شهداء «ثورة 25 يناير»، سادت حالة من الفرحة الغامرة مئات آلاف المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير القاهري وكذلك شوارعها مع الإعلان عن تنحي الرئيس المصري حسني مبارك الذي حكم البلاد لنحو 30 عاما. وسادت حالة فرحة هستيرية المتظاهرين الذين أخذوا يهتفون «الشعب أسقط النظام» وهم يصرخون فرحا ويلوحون بالأعلام المصرية، مع إعلان اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية في لحظة فريدة في تاريخ مصر تنحى الرئيس مبارك عن الحكم نزولا تحت ضغط الشارع الذي لم يرض بديلا عن ذلك.. وفي الميدان، لم يتمالك البعض أنفسهم من شدة الانفعال فأغمي عليهم من التأثر. وأخذت مجموعة من المتظاهرين تغني أوبريت «الليلة الكبيرة» للراحل سيد مكاوي، فيما أخذت جموع أخرى تردد تكبيرات العيد. وما هي إلا لحظات، بعد إعلان التنحي الذي تلاه عمر سليمان، حتى غصت شوارع القاهرة بالسيارات التي نزل أصحابها إلى الشارع للتعبير عن فرحتهم، مطلقين العنان لأبواقها ابتهاجا، كما ترددت أصوات أعيرة نارية أطلقت أيضا تعبيرا عن الفرح، بينما انهالت الاتصالات الهاتفية بين الأهالي والأصدقاء في مصر والخارج لتهنئة بعضهم بعضا بهذا الحدث الفريد. من جهته، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إن العالم شهد لحظة حقة من لحظات التاريخ وذلك بعدما غادر الرئيس المصري حسني مبارك منصبه عقب احتجاجات عارمة ضد حكمه الذي دام 30 عاما. وقال أوباما للصحافيين في البيت الأبيض «المصريون حركوا مشاعرنا». داعيا الجيش المصري إلى ضمان عملية انتقالية ديموقراطية «تتصف بالصدقية».