نفذت وزارة الشؤون الاجتماعية جولة على أحياء شعبية في مكةالمكرمة على إثر ورود تقارير عن حالات تستحق الإعانة. وتابع وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية من الرياض محمد العقلا هاتفيا مع مدير ضمان مكة عبد الله الروقي؛ للتأكد من واقع الحالات الإنسانية المتعففة. وكشفت الجولة عيش مواطنين داخل بيوت تفتقد لأبسط مقومات الصحة من ناحية سوء التهوية ورداءة أماكن الطبخ وبدائيتها، فضلا عن وجود دورات مشتركة وسوء التمديدات الصحية والكهربائية. ومن الحالات التي اكتشافها حالة مواطن عاطل ومصاب بمرض السكري يعيش مع زوجته في غرفة شعبية واحدة بدون دورة مياه يسبقها مدخل ترابي ضيق يتعثر فيه الزائرون. ورصد سكن مواطن داخل بيت مهجور تبرع به المالك مكون من غرفة ضيقة سيئة التهوية وبدورة مياه بلا باب تسترها فقط ستارة مهترئة. وإذا كان الدلو الذي يستخدم قديما في جلب الماء من داخل الآبار بات أداة تحتفظ بها طاولات العرض في المتاحف والمهرجانات؛ فإن السيدة الستينية هجرها زوجها لعدة سنوات تعيش في بيت شعبي متهالك، تعتمد على الدلو لجلب الماء من الخزان العلوي الواقع في إحدى زوايا البيت المسكون بالألم، تقول السيدة «لم يكن أمامي إلا استخدام الدلو لتوفير المياه لتعطل المضخة الكهربائية وتسرب الماء من جدران الخزان الذي لا يتحمل أكثر من نصف صهريج». مؤكدة على أن طلب صك هجران من المحكمة وتأخر المواعيد حال دون استفادتها من مساعدات الضمان. الحي الذي يغلب على منازله الاعتماد على الهناجر أماط اللثام عن أسرة تضم أطفالا يعولهم مسن انقطعت عنه مساعدات الضمان الاجتماعي وله ولدين سجينين وضم البيت حوشا ضيقا على قمة جبل، يصعب وصول صهريج الماء إليه فيما تعرض المنزل لكسر عامود في السقف العلوي يهدده بالسقوط. ولم يكن أمام مدير الضمان عبد الله الروقي في ظل الأعداد المتزايدة للحالات الإنسانية إلا أن يوظف فريق البحث الاجتماعي لعمل مسح كامل لبيوت العوز والتغلغل داخلها لمعرفة عما إذا كانوا مستفيدين من الضمان، فيما وجه وكيل الوزارة بالإسراع في إنهاء إجراءات الحالات التي تم كشفها بحضور «عكاظ» لصرف مساعدات عاجلة وتحقيق استفادتهم من برامج النشاط، مثل تسديد فواتير الكهرباء ومشاريع الإنتاج .