يشكو العاملون الأكاديميون في الجامعات من ضعف مستوى معظم طلاب التعليم العام الملتحقين بالكليات والأقسام الجامعية، ويشكو معلمو المرحلة الثانوية من تواضع مستوى طلابهم القادمين من المرحلة المتوسطة، وهؤلاء بدورهم يشكون من ضعف قدرات وإمكانيات الطلاب القادمين من المرحلة الابتدائية، بل إن معلمي الصفوف العليا من هذه المرحلة، والمقصود بالصفوف العليا الرابع والخامس والسادس من المرحلة الابتدائية، يشكون من أن زملاءهم في المرحلة نفسها من معلمي الصفوف الدنيا الأول والثاني والثالث قد صعدوا تلاميذ إلى الصفوف العليا قبل أن يتمكنوا من فك الحرف والقراءة والكتابة بطريقة جيدة، وأن ذلك سيكون عائقاً فعلياً أمام أولئك التلاميذ لتلقى مواد جديدة تضاف إلى مقرراتهم اعتباراً من الصف الرابع مثل الجغرافيا والتاريخ واللغة العربية ونحوها ما داموا لم يجدوا معلمين في الصفوف الدنيا يعلمونهم القراءة والكتابة! ولو أردنا إنصاف جميع هذه الطبقات من المعلمين نزولا من المرحلة الجامعية إلى الثانوية إلى المتوسطة إلى الصفوف العليا من الابتدائية، فإننا نجد أن شكواهم صحيحة، وأن مسؤولياتهم عما يشكون منه نسبية، لأن كل مرحلة دراسية تبنى على قواعد وأعمدة المرحلة التي قبلها مثلما تبنى العمارة، فلو أن إنسانا أهمل الأساس ولم يضع لعمارته قواعد راسخة تحت الأرض وأعمدة قادرة على حمل الأسقف وقتر في كميات الحديد والأسمنت وأساء في اختيار الصانعين، ثم أراد تدارك ما فاته في الأدوار العليا فوفر كميات كبيرة من مواد البناء وأمر المهندسين والبنائين بالسخاء في استخدام تلك الكميات، فإن ذلك كله لا ينفع المباني، وسوف تظل العمارة ذات أساسات وقواعد ضعيفة، وسيبدو عوارها آجلا أو عاجلا، وهكذا هو الحال بالنسبة لطفل صغير لا يجد معلمين مناسبين في الصفوف الدنيا، وأخص أكثر الصف الأول الابتدائي فيتم «دفه» بطريقة آلية إلى صف أعلى ومنه إلى المرحلة المتوسطة فالثانوية فإلى الجامعة، فماذا تنتظر من إنسان يمر بمثل هذه الظروف التي تزيده عمى على عمى.. وماذا لو علمتهم أن بعض مديري المدارس إذا ما شعر أن معلماً قد أخفق في تدريس الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية، قال لوكيله بحزم يحسد عليه: نزله للصف الأول الابتدائي.. الله ينزل صف أسنان الشيطان؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة