أوصى المؤتمر الطبي الخليجي لمستجدات العقم «ابسا 2011» الذي اختتم أنشطته في جدة على ضرورة مواكبة التطورات الجديدة في تشخيص وعلاج العقم عند الرجال والنساء، واستخدام المعامل المجهزة لاكتشاف الأمراض الوراثية التي قد تتسبب في تشوه الأجنة وحدوث كثير من المشاكل الخطيرة لدى المولود، ومتابعة الأدوية الحديثة والآليات الجديدة بطريقة فاعلة وآمنة. أسباب العقم ورأى أستاذ الطب وجراحة النساء والولادة والعقم وأطفال الأنابيب عميد كلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز في جدة البروفيسور حسن صالح جمال، أن العقم يشكل نسبة كبيرة في منطقة الخليج بصفة عامة والمملكة وتحديدا «المنطقة الشرقية» بصفة خاصة وفقا لدراسة صادرة من جامعة الملك فيصل في الرياض. وأضاف «من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى العقم عند الرجل والمرأة، ضغوط الحياة المتزايدة، الأمراض التناسلية، غياب النطف عند الرجل، وانسداد قناة فالوب عند المرأة». وأوضح أنه لا ينصح بزيارة الطبيب قبل سنة من الزواج على الأقل، ويجب فحص الرجل أولا وعمل التحاليل اللازمة قبل إخضاع الزوجة لأي من الفحوصات، خصوصا أن العلاج أصبح أسهل وأفضل بكثير من السابق عند الرجل من خلال الحقن المجهري واستخدام الهرمون الطبيعي الفوستيمون الذي كان له أفضل النتائج. العلاج الهرموني وتطرق البروفيسور حلمي سلمان في محاضرته لجانب العلاج الهرموني، موضحا أن الهرمون الطبيعي مثل الميريونال والفوستيمون أفضل من الهرمون المعدل جينيا؛ لأن تأثيره على البويضة أفضل في تحسين البويضة، كما أن استخدام الهرمون الطبيعي مع الهرمون المعدل جينيا يعطي نتائج أفضل بكثير من استخدام الهورمون المعدل جينيا وحده. علاج العقم واستعرض البروفيسور مجدي الشيخ في محاضرته طرق علاج العقم ومدى نجاحها قائلا: هناك طرق علاجية عديدة للعقم، منها الإخصاب داخل الجسم «تنشيط المبيض مع تحديد موعد للعلاقة الزوجية الطبيعية، حيث يبدأ إعطاء الزوجة أدوية منشطة للمبايض في اليوم الثاني إلى الخامس من الدورة الشهرية، ويحقق الإخصاب بهذا الأسلوب نسبة نجاح مقبولة، خصوصا عند السيدات اللواتي يعانين من تكيس المبايض أو عدم انتظام الدورة الشهرية، وغالبا ما يعتمد هذا الإجراء في حال كون السائل المنوي للزوج طبيعيا ولا يوجد به ضعف، وفي حالة عدم وجود سبب واضح لتأخر الإنجاب. وأضاف البروفيسور الشيخ، أن الطريق الثانية تتمثل في حقن الحيوانات المنوية داخل الرحم، وتستخدم هذه الطريقة في حالة وجود ضعف بسيط أو متوسط في السائل المنوي والذي لا يقل فيه عدد الحيوانات المنوية المتحركة بعد معالجتها مخبريا عن خمسة ملايين في العينة، أو في حالة وجود أجسام مضادة للحيوانات المنوية عند الزوج أو انعدام الحمل لأسباب مجهولة ولفترة زوجية قصيرة، في هذا الإجراء تعطى الزوجة أدوية لتنشيط المبيض ويتم متابعة نضوج البويضات بواسطة جهاز الأمواج فوق الصوتية وقياس هرمون الاستروجين في الدم. طريقة الاخصاب ويتناول البروفيسور الشيخ طريقة الإخصاب خارج الجسم وتتمثل في أولا، أطفال الأنابيب بالطريقة الكلاسيكية، وهذه الطريقة مكنت كثيرا من الأزواج من الحصول على أبناء بعد أن كان أملهم في الحصول عليهم أشبه بمستحيل، وثانيا تقنية الحقن المجهري وهذه الطريقة تعتبر المثالية والمفضلة حاليا وهي ناجحة جدا، خصوصا للرجال الذين يشكون من قلة الحيوانات المنوية بشكل كبير، وكذلك عندما يكون نوع الحيوان المنوي غير جيد وليس له القدرة على تلقيح البويضة لضعفه أو نتيجة لتصلب في جدار البويضة. التلقيح الصناعي وتحدث البروفيسور ماركو فيليكوري في محاضرته عن التلقيح الصناعي، موضحا أن كثيرا من الأزواج يلجأون إلى التلقيح الصناعي والذي يعالج كثيرا من مشاكل العقم والإخصاب للزوج والزوجة ومنها على سبيل المثال انسداد الأنابيب عند الزوجة وضعف وقلة الحيوانات المنوية عن الزوج. وقال «في الماضي كانت آلية التلقيح الصناعي تستخدم على نطاق ضيق ولكن الآن أصبحت تستخدم على نطاق واسع وبنسبة نجاح عالية، ومن الجديد أيضا استخدام المعامل المجهزة لاكتشاف الأمراض الوراثية التي قد تتسبب في تشوه الأجنة وحدوث كثير من المشاكل الخطيرة لدى المولود. وأكد أن الأدوية الحديثة والآليات الجديدة واستخدام الأدوية بطريقة فعالة وآمنة أدت إلى نجاح الإخصاب والمحافظة على صحة الأم، كما أن اختيار الأدوية وجرعاتها أصبحت تحدد عن طريق معايير خاصة بالمعمل الوراثي وخبرة الطبيب المعالج لاختيار الدواء والجرعة المناسبة لكل مريض أو مريضة حسب الحاجة لذلك، كذلك تحدث الهرمون الميريونال، والفوستيمون اللذان شهدا طفرة هائلة في علاج حالات كثيرة من العقم.