يجهل البعض من المصلين حكم تأخير صلاة الفجر عن وقتها في كثير من الأحيان. «عكاظ» استعرضت عددا من فتاوى العلماء، في سياق السطور التالية: خطأ عظيم عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة: النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى البردين دخل الجنة»، والبردان هما: العصر والفجر، والذي ينام عن صلاة الفجر حتى تطلع الشمس؛ فهذا قد ارتكب خطأ عظيما؛ فإن تأخير الصلاة عن وقتها بلا عذر شرعي هذا يرى قسم من العلماء أنه لا يقضيها ويعدونه قد وقع في ضلال عظيم لتأخيره صلاة عن وقتها بلا حاجة والنوم ليس عذرا على الدوام؛ فيجعل النوم عادة لترك الصلاة وتضييعها فهذا من الخطأ. ولكن يجب الاجتهاد وبذل الجهد والحرص أشد الحرص لعل الله أن يعين الذي ينام على الصلاة. وقد ذكروا أن صفوان بن معطل الذي رمى المنافقون به عائشة واتهموه بعائشة وبرأها الله من فوق سبع سماوات، هذا الصحابي الجليل كان ثقيل النوم حتى إن النبي انتقل وأصحابه؛ فلم يشعر بذلك، ولم يستيقظ إلا بحر الشمس دل على أن هذا ثقل نوم ملازم له، والأمر الذي يخرج عن قدرة الإنسان فإن الله تعالى يقول: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها). لا يجوز عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: لا يجوز التخلف عن صلاة الجماعة وخصوصا صلاة الصبح، بل عليه أن يفعل الأسباب التي تعينه على حضورها كالنوم مبكرا وتوكيل من يوقظه والاستعداد للصلاة والحرص عليها، فمن أخرها حتى ينتبه ولو في نصف النهار فهو من أهل التفريط والسهو عن الصلاة. لا تقبل محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: صلاة الفجر التي يؤخرها عن وقتها وهو قادر على أن يصليها في الوقت لأن بإمكانه أن ينام مبكرا فإن صلاته هذه لا تقبل منه لقول النبي صلى الله عليه وسلم «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، أخرجه مسلم. والذي يؤخر الصلاة عن وقتها عمدا بلا عذر قد عمل عملا ليس عليه أمر الله ورسوله فيكون مردودا عليه، لكن قد يقول إنني أنام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك» فنقول: إذا كان بإمكانه أن ينام مبكرا ليستيقظ مبكرا أو يجعل عنده ساعة تنبيه، أو يوصي من ينبهه فإن تأخيره الصلاة وعدم قيامه يعتبر تعمدا لتأخير الصلاة عن وقتها فلا تقبل منه، أما بقية الصلوات التي كان يصليها في وقتها فإنها مقبولة، وأنه يجب على المسلم أن يقوم بعبادة الله على أكمل الوجه الذي يرضي الله عز وجل؛ لأنه في هذه الحياه الدنيا إنما خلق لعبادة الله ولا يدري متى يفاجئه الموت فينتقل إلى عالم الآخرة إلى دار الجزاء والتي ليس فيها عمل كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث «صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».