للصورة وقع كبير في النفوس، خاصة ما يأتي منها بإحداث مؤثرة، فالإنسانية جمعاء لا تزال تعيش آلام ومرارة الحرب العالمية الأولى والثانية وكل تبعاتها، هذه ناجازاكي وهذه هيروشيما تقبع تحت الرماد والناس يتساقطون كما كان يوم للحشر، صحيح أن الألم تورثه الصورة جيل بعد جيل لكن وبنظرة فلسفية ربما إحساسنا بألم من سبقونا يجعلنا ميلا للسلم أكثر من الحرب؛ لأن العالم يتمزق إنسانيا كلما عرضت مأساة هذه الحروب ولو استخدمنا أقوى الكلمات لنصف هذه المأساة والآلام الكبيرة التي حلت بتلك الشعوب وكل ما أفرزته تلك الحروب لما كان وقعه في النفس والعقل البشري بنفس ما أوصلته لنا الصورة، هكذا تحدث ل «عكاظ» رئيس لجنة التصوير الضوئي في منطة نجران ناصر الربيعي في حوار لنا: • متى كانت بدايتك وانطلاقتك الحقيقة؟ بدأ التصوير الفوتوغرافي في منطقة نجران من خلال فرع الجمعية السعودية للثقافة والفنون، وقد كانت أروقة الجمعية خالية من لجنة التصوير، لكن بتضافر جهود المصورين ودعم رئيس الجمعية الأستاذ محمد آل مردف تم اعتماد لجنة تعنى بخدمة هذا الفن وممارسيه لتطوير قدراتهم الفنية ونشر ثقافة الصورة في المجتمع النجراني. أما انطلاقتي فقد كانت منذ ما يقارب 20 سنة، حيث أمتلكت أول كاميرا فلمية وأنا في الثانية عشرة من عمري، وكان جمع نقودها معاناة بالنسبة لي ولكني نجحت في آخر الأمر ومنذ ذلك الوقت وأنا أصور دون انقطاع. • كيف كانت ردود الفعل حول فوز أعضاء من لجنة التصوير في منطقة نجران بجوائز عالمية كان آخرهم صالح الدغاري؟ فوز بعض أعضاء لجنة التصوير في الجمعية بجوائز عربية وعالمية هو نتاج طبيعي لاجتهاد المصورين ورغبتهم في تطوير قدراتهم التقنية والفنية، إضافة إلى البرامج التي تقدمها الجمعية على مدار العام والتي تتناسب مع حاجات وقدرات منتسبيها، بالإضافة إلى أن الجو العام في أروقة الجمعية محفز جدا للإبداع، وقد احتفلت الجمعية بالعديد من أبنائها الذين شرفوا الوطن في المسابقات العالمية والعربية والمحلية وكان أهمهم المصور المبدع صالح حسين الدغاري، والذي حقق الفوز بجائزتين عالميتين في الإمارات العربية المتحدة وفي دولة ألمانيا الاتحادية، بالإضافة إلى فوزه ببعض المسابقات المحلية، كما حقق المصور عبدالله صالح مشبب، العديد من القبولات في مسابقات كبيرة كمسابقة النمسا من بين 50 ألف مصور من أنحاء العالم وحصل على تصنيف لصوره المشاركة من اتحاد الفياب الدولي للتصوير وذلك من ضمن أجمل ألف صورة، بالإضافة إلى فوزه في بعض المسابقات المحلية، كما يوجد بعض المصورين المبدعين الذين حققوا مراكز متقدمة في بعض المسابقات كالمصور: مسفر آل حشيش وماجد آل سالم وسمير الحازمي، كما أؤد أن أشير إلى فوزي أخيرا بالمركز الثاني لفئة التصوير الفوتوغرافي التراثي في المسابقة الثقافية السنوية على كأس الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز لأعضاء بيوت الشباب في المملكة، عوضا عن جوائز عدة حصتها خلال مسيرتي. • كيف ترى مستقبل التصوير في نجران والمملكة بشكل عام؟ مستقبل التصوير في نجران والمملكة يتنامى بشكل مستمر ولكن ببطء عن من حولنا من الدول، مع أنه تم السماح بممارسة التصوير للهواة بمرسوم ملكي يقضي بالسماح للمصورين بالتصوير في الأماكن العامة وسبب عدم مواكبة العالم هو في إعتقادي مشكلة ثقافية أكثر منها تشريعية، علما بأن التصوير كفن هو من أفضل الرسائل لنشر الإسلام وما ورشة العمل التي أقامتها الجمعية في شهر رمضان الماضي التي جسدت بعض الصور مواضيع عديدة للدعوة إلى الله، ومن ضمنها تغليب الحاجة الروحانية للإنسان بالمداومة على ذكر الله على الحاجات الجسمانية التي يتضمن جزءا منها على تغذية الغرائز، بالإضافة إلى موضوع العنف الأسري والذي جسد بصورة حملت عنوانا اقتبس من حديث للنبي المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو رفقا بالقوارير، وقضية عفاف المرأة المسلمة والعديد من قضايا الدعوة إلى الله من خلال صور. • هل الصورة أكثر صدقا من الكلمة وهل لها تأثير في أحداث عالمنا اليوم؟ أعتقد بأن الصورة المليئة بالأحاسيس والمفردات البصرية تغني عن ألف كلمة، لكن ليست أي صورة ترقى إلى هذا الإحساس فالصورة لغة للإنسانية جمعاء وهي مهمة كمصدر من مصادر التعلم السهلة إذا أجيد استخدامها. • وأخيرا، ماذا يمثل لك التصوير الفوتوغرافي؟ التصوير هو نافذتي التي أطل منها على عالم رحب مليء بالأحاسيس ووقفات الزمن التي قد تغيب عن معظم الناس في هذا الكون.