ظهرت قصص تراجيديا إبان الأحداث الأخيرة التي خلفتها المظاهرات في القاهرة، والتي أدت إلى إجلاء الرعايا من البلاد. ومن هذه القصص، ذلك المسن الذي لم يستطع مقاومة الإرهاق وأخذ بالتمدد على كنبات بهو الفندق في انتظار تسكينه أو إيجاد مقعد له على إحدى الرحلات المغادرة إلى المملكة. وسيدة أخرى في شهرها الأخير لم تستطع أن تأخذ راحتها وبدأت الآلام ترافقها، وطالبت من مسؤولي الرعايا إيجاد غرفة لها؛ لأنها لا تستطيع مقاومة وضعها الجسدي. وأخرى مريضة بالقلب كانت تراجع أحد المستشفيات المتخصصة، لم تذق طعم الراحة منذ دخولها للفندق على أمل أن يتم تسفيرهم على إحدى الرحلات المغادرة إلى المملكة. ومسافرون كذلك كانت لديهم حجوزات مؤكدة أمس ولم يتمكنوا من الوصول إلى المطار؛ نظرا لقرار منع التجول وإقفال طريق المطار بالدبابات العسكرية وآليات الجيش فلجأوا إلى الفندق الذي اختارته السفارة السعودية ليكون مقرا للالتقاء السعوديين، وحرص السفارة كذلك على تأمين الحماية لهم حتى مغادرتهم إلى المملكة. الدكتور خالد بو هتلة والدكتور حمد الخنفري أوضحا بأنهما لم يلقيا اهتماما من السفارة بأوضاعهما وأوضاع كثير من السعوديين بعد تجمعهم في الفندق حتى في موضوع السكن، وحدثت نقاشات حادة بينهم وحاولوا الوصول إلى السفير أو القنصل ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك. فيما أفاد فيصل القحطاني أن صاحبة السمو الملكي الأميرة مشاعل بنت عبدالمحسن بن عبدالعزيز، «كانت معنا وكانت تهدء من روعنا واصطحبت مجموعة من النساء معها في طائرتها أثناء مغادرتها القاهرة. وهذا مثل يحتذى به». خالد فرج العمراني أحد الرعايا السعوديين الذي وجد أن الوضع سيطول في الفندق وأخذ زوجته وأطفاله وقرر المغادرة بهم عن طريق الطريق الصحراوي الرابط بين القاهرة وميناء الغردقة وقال: إنني وجدت المظاهرات تتفاقم والرحلات تتأخر وإزدياد ملحوظ في أعداد السعوديين، وجازفت بالمغادرة ورأيت مناظر للمظاهرات بشكل ملفت للنظر طول أكثر من 600 كم ومع ذلك توكلت على الله ووصلت إلى أرض المملكة.