رفضت ثلاث أسر سعودية الخروج من مساكنها في حي التوفيق شرقي جدة، متمسكة بالبقاء داخلها رغم مساعي فرق الدفاع المدني في إقناعهم في الأيام الماضية، ما اضطر الجهات المختصة إلى إيصال الطعام والشراب إليهم طوال الأيام الأربعة الماضية. وحاول مدير عام الدفاع المدني في المملكة الفريق سعد التويجري أثناء زيارته حي التوفيق البارحة، إقناعهم بالخروج وتأمين السكن لهم في المواقع التي يختارونها من شقق مفروشة أو فنادق، بيد أنهم ظلوا متمسكين برفضهم رغم كل العروض المقدمة. وأرجع المواطن فواز الجعيد من سكان حي التوفيق رفضهم الخروج إلى امتعاضهم واستنكارهم لكل الوعود السابقة من مسؤولي الأمانة، مضيفا «أصبحنا مع كل مطر نعاني الأمرين في هذا الحي، ونظل لأيام نسكن في شقق مفروشة وبعد أن تجف المياه نعود لجمع الأثاث الذي نتلف نصفه، ونخسر آلاف الريالات في شراء أثاث جديد». من جهته، يقول خالد الزهراني من سكان التوفيق «منذ أيام بسيطة عملت على تأثيث مسكني وخسرت كل ما أملك في هذا السيل، والآن ذهب كل شيء بعد أن داهمتنا المياه، ولم أكن أعلم أن الحي يعاني من هذه المأساة». وأضاف «فوجئنا بأن بعض الأسر ترفض الخروج من مساكنها، رغم أن الحشرات كثيفة في هذا الموقع، والكهرباء مفصولة كون المياه تغمر كل الكبائن والأعمدة، وكنا نشاهد زوارق عدة تحضر لهم الطعام والشراب وتحاول إقناعهم بالصعود إليها ونقلهم إلى مواقع أخرى، إلا أنهم واصلوا الرفض وظلوا في مساكنهم». من جهته، أوضح ل «عكاظ» مدير عام الدفاع المدني في جدة الفريق سعد التويجري أن مساعي إقناع الأسر الثلاث القاطنة في التوفيق شرقي جدة فشلت في ظل تمسكهم بالبقاء في منازلهم، واحتجاجا منهم على عمل وصمت الأمانة في الأيام الجارية. وأكد الفريق سعد التويجري اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني في توفير الراحة لكل المواطنين، ومنها تأمين المسكن إلى جميع المتضررين، بيد أن أصحاب هذه المنازل رفضوا الخروج، مشيرا إلى استمرار الجهود لإزالة الأضرار الناجمة عن الأمطار. وقال الفريق التويجري إن المديرية اعتمدت آليات عمل جديدة أسهمت في إنجاز 2500 معاملة إيواء أمس، بعد أن بلغت في الأيام الماضية 1500 معاملة. وبين مدير الدفاع المدني في المملكة أنه تم إسكان أربعة آلاف أسرة، بواقع 15 ألف شخص، داعيا جميع العاملين إلى مراعاة الحالة النفسية التي عليها المتضررون، وضرورة إنجاز معاملاتهم دون إبطاء أو تسويف.