« مطالبكم على خشمي” بهذه العبارة حاول الفريق سعد التويجري مدير عام الدفاع المدني تهدئة غضب سكان أحياء السامر والأجواد والربيع المنكوبة الذين تجمعوا حال قدومه «على قاربه المطاطي» مطالبين بإيجاد حلول عاجلة لمعاناتهم مع السيول التى أغرقت بيوتهم وأتلفت ممتلكاتهم وحكمت على أرزاق محالهم التجارية بالتوقف رافضين ترك مساكنهم ومراجعة مراكز الإيواء واصفينها ب «خنادق» لكثرة الزحام. وكان الأهالى قد تجمعوا أمام قارب الفريق التويجري حاملين جملة من المطالب وسيلا من الأمانى المشروعة التى واجهها الفريق التويجرى بعبارة “على خشمى” محاولا زرع الثقة بالقلوب واسترضاء الأهالى الغاضبين مؤكدا أنه مجند لخدمتهم واعدا بتنفيذ كل المطالب التى ينشدونها راجيا التفاعل والتعاون من أهالى الحي بإخلاء مساكنهم حتى تقوم الجهات المعنية بأداء دورها ومهامها . وعلى الرغم من محاولات الفريق التويجرى ومعاونيه في الوصول الى نفطة تلاقي بينه وبين المتجمعين الا ان هذه المحاولات اصطدمت بجدار الخذلان وعدم الرضا ووصف كثير من الأهالى حديث المسؤول «بمراهم التخدير” التى سريعا ما يزول أثرها ليعود الوجع من جديد. الأهالى اتفقوا على لغة رفض واحدة محملين أمانة جدة تحديدا مسؤولية ما آل اليه مصير الحى المهزوم وقالوا إننا ما عدنا نثق في كلمة أي مسؤول بالأمانة أو غيرها من القطاعات فنحن اليوم “مشردون” لا مأوى لنا ولا مكان . بيوتنا خربة وأثاثها تالف وسياراتنا سبحت الى جهات غير معلومة. ولا ندري على رقبة من نعلق أجراس المسؤولية فالكل في نظرنا مسؤول عن الكارثة التى المت بنا وربما تحل بنا مرارا وتكرار . وقالوا إن مسؤولى الأمانة لا يحضرون الينا الا ومن خلفهم المايكات والكاميرات يتحدثون بعبارات للاستهلاك الاعلامى ويسعدون بضوء الفلاشات متى اقتربت من ملامحهم ثم يغادرون الأماكن دون تنفيذ الوعود. وقال حسن العامري واحمد الزهراني ورجب قاسم إن الامانة لم تقدر حجم مشكلتنا ولم تتفاعل مع مأساتنا وأرجع علي القرني رفضهم الخروج إلى مراكز الإيواء والشقق إلى امتعاضهم وكراهيتهم للطريقة التقليدية والمعادة والتى تبدأ بحملنا إلى المفروشة لأسابيع ومن بعد تركنا لنلملم أثاثنا التالف والخرب وقال فهد الحربي عريس جديد لقد سكنت هنا منذ عام وخسرت شقتي وسيارتي ولا أعلم أين أذهب فلقد تزوجت بعد معاناة جمع الريال مع الريال وها هو السيل والإهمال وتقاعس المسؤولين يعيدنى للنقطة “صفر” ويطالبنى بتأثيث الحياة من جديد. أحياء “معزولة” جولة الفريق التويجرى الى السامر والربيع والأجواد والتى رافقه خلالها المهندس علي القحطاني واللواء محمد القرني مدير المركز الاعلامي للحالات الطارئة ومدير مرور جدة العميد محمد القحطاني ورئيس وحدة الانقاذ المائي العميد محمد الشعباني كانت تستهدف الوقوف ميدانيا على الوضع المتردى للأحياء “المعزولة” والتى اضطرت الجهات المختصة الى ايصال الطعام والشراب لسكانها طيلة الأيام الخمسة الماضية من أجل ضمانة سلامتهم وقد بدأ التويجرى جولته مقسما معاونيه الى قسمين قسم يعاين الوضع بالطيران العامودى، ويحلق فى الأجواء لرؤية الحدث بمساحة أكبر وقسم يتفقد الوضع ميدانيا ويعاين المساكن والمحال وما آلت إليه من خراب. المسؤول المبتسم وكان الأهالى ينتظرون تحليق الفريق التويجرى بطائرته برفقة رئيس وحدة الانقاذ المائي العميد محمد الشعباني حتى انفردوا بالمهندس على القحطاني .... وبادروه بمئات الأسئلة مذكرينه بالوعود الكثيرة التى نثرها في نفس المكان وربما ذات الموقع وكان ينظر لهم بابتسامة عريضة استفزت المتجمعين وأثارت غضبهم وإمام إلحاح المواطنين وتجمهرهم ووقوفهم أمام جيب الأمانة بدأ في تقديم الاجابات الخجولة قائلا ان تواجدي اليوم من اجل الاطلاع على الحي بعد ان تم وضع استراتيجية كاملة لسرعة شفط المياه من الاحياء المتضررة بأسرع وقت من كافة الاحياء المتضررة وزيادة صهاريج شفط المياه والتي تعمل على مدار ال 24 ساعة من اجل سرعة الانجاز وقال إنه خلال الاسبوعين القادمين سوف يعود الكثير من اهالي الاحياء الى منازلهم كما اننا نعمل على وضع استراتيجية للاماكن المتضررة لتصريف هذه المياه مستقبلا وعدم عودتها الى التجمع بالاحياء. وقدم أهالى الحي سيل أسئلتهم عن قصور الخدمات وعدم سرعة العمل من اجل اصلاح ما اتلفته السيول ولكن القحطانى اعتذر متعللا بتأدية صلاة المغرب مغادرا الموقع وسط احتجاج من المواطنين من سلبية الامانة في التفاعل مع مشاكلهم. أسئلة “مفتوحة” الجولة التى استمرت لساعات انتهت بتصاريح وكلمات لا يدرى الأهالى مدى صدقها وقالوا ان الأسئلة ما زالت مفتوحة وعلامات الاستفهام عريضة. الى متى تغرق أحياؤنا ويخدرنا المسؤولون بالتصاريح ؟ من يتحمل اعادة ترتيب الحياة من جديد للأسر البسيطة التى اشترت أثاثها بريالات التعب وربما الاستدانه؟ كل هذه الأسئلة حملتها “المدينة” وستظل تحملها الى أن يقدم المسؤولون إجابات واضحة عنها.