استفحل السجال على الساحة الفلسطينية حول تسريبات أسرار المفاوضات، إذ عقدت عدد من الفصائل اجتماعا أمس في غزة بناء على دعوة من حركة الجهاد الإسلامي لبلورة موقف من فحوى الوثائق وكيفية التعامل معها. وفق ذلك، أكدت مصادر فلسطينية في تصريحات ل«عكاظ» أن الفصائل الفلسطينية قررت رفض أي اتفاقيات تم التوصل إليها بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال، مشيرة إلى أن هذه النتائج غير مقبولة للشعب الفلسطيني. كما شددت الفصائل على ضرورة وقف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، مؤكدة أنها متمسكة بالثوابت والحقوق التي أجمع عليها الشعب الفلسطيني، وأن أي مساس أو تنازل عنها «جريمة وخروج عن الصف الوطني. وكانت قناة فضائية عربية كشفت على مدار الأيام القليلة الماضية، عن مئات الوثائق التي تظهر أن السلطة الفلسطينية قدمت تنازلات غير مسبوقة لإسرائيل تمس بالحقوق والثوابت الوطنية، وعملت على استهداف المقاومة الفلسطينية بالتنسيق مع الاحتلال. وأفاد خالد البطش المتحدث باسم حركة الجهاد في حديث ل«عكاظ» أن الفصائل شددت على ضرورة إعادة بناء وترتيب منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية وطنية، مسترسلا أن أبلغ رد على الصلف الإسرائيلي يكون من خلال تعزز وحدة شعبنا وتحقيق المصالحة الوطنية، والتمسك بالمقاومة كخيار وحيد لاسترجاع الحقوق الفلسطينية. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني سئم من المفاوضات العبثية مع تل أبيب التي لم تحقق أي شيء إيجابي للقضية الفلسطينية. وحضر الاجتماع قيادات من حماس وحركة الجهاد وتغيبت كل من الجبهتين الشعبية والديمقراطية. إلى ذلك، شنت كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية التابعة لحركة «حماس» في المجلس التشريعي، أمس، هجوماً لاذعاً القيادة الفلسطينية. واعتبر أعضاء الكتلة أن «ما جاء في الوثائق مسلمات وحقائق لا تشوبها أية شائبة» على حد زعمهم. من جهته، أفاد سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة «حماس»، أن حركته لن تسمح لفريق سلطة فتح في الضفة الغربية بالمتاجرة بقضية وحقوق الشعب الفلسطيني.