سررت كثيرا بما قرأته في الصحف عن نجاح برنامج مؤسسة العنود الخيرية (التدريب المنتظم للتربية الفعالة)، الذي يهدف إلى تدريب الأمهات على فهم وإدراك احتياجات الأطفال النفسية والعقلية إلى جانب الاحتياجات الجسمية، فما يشيع في المجتمع غالبا الحرص على تلبية احتياجات الأطفال الجسمية، وإغفال ما سواها من احتياجات، وهذا البرنامج يتضمن تدريب الأمهات على مهارات هي غالبا منسية مثل الاستماع إلى الأطفال وتركهم يعبرون عما في أنفسهم بحرية، والحديث إليهم والتحاور معهم، ومعرف أهمية توفير فرص اللعب بالنسبة لهم، فاللعب عامل جوهري في نمو الطفل الانفعالي وتنمية الخيال والتعبير عن المشاعر. كذلك يتضمن البرنامج تثقيف الأمهات في مهارات التواصل الجيد بين أفراد الأسرة، وتفادي أسباب النزاع، والتدرب على حل المشكلات بالطرق الودية. ما يسر في هذا البرنامج ليس لأنه يدرب الأمهات وكفى، وإنما قبل ذلك، لأنه يوجه اهتمامه للأمهات الكافلات للأيتام فبعض أولئك النساء محرومات من التعليم وقد يتعاملن مع الأطفال بطريقة غير صحيحة فهن في حاجة كبيرة إلى مثل هذا البرنامج. هذا المشروع الجميل الذي تتبناه مؤسسة العنود، كما سيكون أجمل لو أنه أضاف إلى جهده أمرين: أحدهما إطلاق برنامج مواز لتثقيف الآباء أيضا في مجال التربية، فالانتفاع بمثل هذه البرامج التربوية يظل ناقصا ما لم يشرك الآباء في تلقيها، فالآباء يشتركون في تربية الأبناء وعندما لا يكونون واعين بالمفاهيم العامة للتربية ولاحتياجات الأطفال الأساسية مثل الحاجة إلى الشعور بالأمن والحنان والحب والثناء والتشجيع وأهمية ذلك في الصحة النفسية للطفل وفي تعزيز السلوك، وعندما لا يعون ضرر الإسراف في التوبيخ والمحاسبة على كل صغيرة وكبيرة فإنهم قد يفسرون تصرفات الأمهات بأنها تدليل للطفل وإفساد لتربيته، فيدخلون معهن في جدال وصراع يفسد الهدف التربوي، أو ربما يعمدون إلى التصرف بأسلوب مختلف مناقض لأسلوب الأمهات يرونه أكثر نفعاً، فيقع الطفل في حال من التذبذب الذي يضيع الجهد المبذول في توجيهه. والأمر الآخر، هو أن تسعى المؤسسة بدوافعها الخيرية إلى إقامة نوع من التعاون بينها وبين وزارة الشؤون الاجتماعية، لتمد هذا البرنامج التدريبي المهم ليشمل المربين والمربيات، والعاملين والعاملات في دور الرعاية الاجتماعية ودور الحضانة التابعة للوزارة، فيكون لها الفضل في الإسهام في الرفع من مستواهم الثقافي التربوي، وتنمية مهاراتهم في التعامل السليم مع الصغار والمراهقين. شكرا جميلا للعاملات في مؤسسة العنود الخيرية، وأثابهن الله خيرا على جهودهن المخلصة من أجل تقديم رعاية أفضل لأولئك الصغار المحرومين من نعمة حنان الأبوين. ص. ب 86621 الرياض 11622 فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة