«من فيض».. من دواخل الأسماء التي يستضيفها هذا الفضاء، نحاول مقاربة جوانب مخزونها الثقافي والمعرفي، واستكناه بواطنها لتمطر، ثم تقديمها إلى الناس، مصطحبين تجاربهم، ذكرياتهم، ورؤاهم في الحياة ومن حولهم، وذلك على شاكلة أسئلة قصيرة وخفيفة في آن معا. تتقدم إذا تخلف الناس، وتتأخر إذا تقدم الناس، تأخذ الأمور ببساطة سياستها في المعاناة وكيف تغير الوضع من سلبي إلى إيجابي، واضحة وترى أن رؤيتها أمامها، تشارك الآخرين في نجاحاتها وإنجازاتها وسعادتها، ولدت فوجدت لديها موهبة من نوع خاص تعارف الناس على تسميتها تجارة فتبعت الموهبة دون أن تعرف إلى أين ستقودها ووجدت لديها مواهب أخرى زعم من زعم أنها الكتابة والإدارة فأنقادت لها دون أن تسأل كما سأل المتنبي «أطويل طريقنا أم يطول». تقول إنها لن تتقاعد وسوف تموت وهي تكتب وتقرأ، إنها الدكتورة عائشة نتو.. تعالوا إلى هذا الحوار: • الطموح بوابة النجاح .. فهل الذكريات وطن الطفولة؟ أنا من مكةالمكرمة تربيت في بيت تجاري ودكان والدي كان في سوق الصغير هو نفسه دكان جدي، وكانت المصطلحات التجارية جزءا من حديث المساء مع والدي وكان يقص علينا قصص «الشحنة وصلت» البضاعة نفذت البلدية بلى وأذية وكنت أتذكر تماما كيف كان يتكلم عن أسهم الأسمنت وكيف حضر مجلس الإدارة ولذلك كنا نخترع لعبة التجار في البيت. • من أدب شكسبير وديكينز إلى إدارة الأعمال هل ضللت الطريق أم صححت الخطأ؟ اللغة الإنجليزية عشقتها نظرا للمفردات التجارية الإنجليزية، عمي أحمد كان يتعامل مع الخواجات وكانت المصطلحات «سافروا ووصلوا الخواجات»، لذلك عندما تعلمت كنت فرحة جدا عندما يتم التواصل بلغة الخواجات، فكنت أقول «How do you do»، وكنت أقول الجملة في مكانها وغيره، ومن هنا كانت نقطة تحول في حياتي جعلتني التحق بقسم اللغة الإنجليزية في جامعة الملك عبدالعزيز. • الثراء لا يقاس بالمال وإنما بالأصدقاء؟ هل تصدقين هذه المقولة؟ لا أصدقها، إنها شعارات، المال له نفوذ كبير في حياة البشر وسلطة، لكن وجود الأصدقاء الأوفياء نعمة في الحياة، لكن «لا ثراء بدون الأصدقاء ولا أصدقاء بدون ثراء». • نحن نكتب لنحيا فالكتابة حياة ولا تأتي الكتابة إلا عندما نختار لحظتها متى تكون لحظة الكتابة لديك؟ الخميس والجمعة وأيام السفر حتى يصفا الذهن للكتابة بدون عمل، لكن الإجازات نعمة لي أمارس فيها عشق الحرف وأفرح بالمقال كثيرا وقد دربت نفسي احترام المعارضين لأفكاري فلا يمكن أن يكون القراء نسخة من بعضهم البعض، بل أحيانا أستفيد من الخلاف وأجد فرصة لتصحيح نفسي وأفكاري. • يقال «القراءة هي راحة للذهن من التشتت، وللقلب من التشرذم، وللوقت من الضياع» لمن تقرئين وما كتابك المفضل؟ المرحوم غازي القصيبي في حياته ومواته، غازي حروفه تحتلني وتحتل ذهني، وبعده يؤتى الحرف الجميل، وأطرب لمن يحترم ذهني بحرفه. • تعددت محطات السفر ما هي أجمل المحطات في حياتك؟ فترة بريطانيا تعلمت فيها الكثير ولم تكن فقط لغة شكسبير كانت فترة ثرية بالمعرفة والتجربة. • الثقة بالنفس طريق النجاح والنجاح يدعم الثقة.. في رأيك هل وصلت المرأة في المجتمع إلى مرحلة الثقة بنفسها؟ لكن المقولة المرأة في الوطن شغل الناس وكأننا من كوكب آخر، المرأة في بلادي طبيبة تتحكم في المشرط من قبل 50 عاما، فما بالك تسألني اليوم؟ والمرأة تاجرة ومستشارة وأم وزوجة. • المرأة أذكى وأعقل من الرجل؟ هذه المقولة ينزعج منها بعض الرجال والذي تستفزه هذه الكلمة ليس لديه معايير الرجولة، المهارة والشطارة هما من تشكلان البشر، فلا يوجد ذكاء نسائي أو رجالي، بل مهارة العمل هي الحكم بين الجنسين. • «لا توجد كلمة (لا) في القاموس العائشي» هل هذا يعتبر تحديا؟ يوجد «لا» وألف لا، لكن المقولة انبثقت من مصاعب العمل التي نواجهنا؛ لأننا كنا نتحدى أنفسنا ونخطي ونصيب. • تتقدمين إذا تخلف الناس، وتتأخرين إذا تقدم الناس كيف يكون ذلك؟ كنت أحاول أن أتقدم وبالذات مع التحدي الأكبر في التقنية فواجهتها وتعلمت، أنا لست من جيل الكمبيوتر والجوال ولكن أصبحنا أصدقاء بعد معاناة يوميا أحاول وأحاول أن أتفهم التقنية الجديدة التي لها الفضل في تسهيل العمل والتواصل مع البشر. • الأسرة هي الخلية الأساسية في المجتمع والمؤدية إلى تقدم المجتمعات ما هو دور الأسرة في نجاحك؟ وجدت دعما كبيرا من زوجي وابني المهندس حلمي نتو الذي يعمل معي وابنتي الحبيبة الدكتورة أحلام التي تحاول إن تفرحني بشراء حاجياتي، بل تتدخل في ملابسي وألوانها وأشكالها وتحاول جاهدة أن أبدو أنيقة، حتى في كتاباتي استشير ابني في عنوان المقالة أو أخواتي فلا نجاح دون وجود العائلة في حياتي فهذا عنصر مهم في حياتنا. • مجال البصريات ماذا أضاف لعائشة نتو؟ أزعم إني خدمت المجال حرفا وصنعة، فأنا أكتب مقالا شهريا في مجلة متخصصة أسبوعية «إيزون»، وهي أول مجلة عربية للبصريات تعنى بخدمة هذا القطاع. إما من في مهنة البصريات فقد ركزنا في شركتنا على مفهوم الخدمة وتوعية الزبون بالأفضل ويوميا نحاول التطوير والتطوير وخدمة الزبون، حتى هذه اللحظة لسنا راضين عن خدماتنا. وفي لجنة البصريات في غرفة جدة كان إنشاؤها خدمة كبيرة لهذا القطاع. • دخلت المرأة وبقوة في عضوية الغرف التجارية ماذا أضاف لمجال المال والأعمال؟ وجود المرأة في الدورة السابقة ووجود النساء أربعة ونجاحهن جعل أصحاب القرار الاهتمام بوجود المرأة في الدورة الثانية، وفي غرفة الشرقية عينت سيدتان، هما السيدة الفاضلة هناء الزير وهي لها نشاط في الشرقية يشهد له القاصي والداني، والفاضلة سمير العبيد، وأتمنى أن تعمم التجربة بوجود المرأة في الغرف التجارية في أنحاء الوطن، فهي صوت وحرف لتمثيل المرأة وشؤونها وهمومها. • الغرف السعودية .. هل هي تجارة مؤسسة أم هروب للتأسيس؟ لم أفهم سؤالك! وسأجيب حسب معرفتي بالغرف التجارية فهي تلعب دورا كبيرا، وقربي من أعمالها أستطيع أن أتلمس دورها وفاعليتها لدعمها أصحاب الأعمال نساء ورجالا بإقامة المنتديات والفعاليات والندوات التثقيفية ودعم التوصيات وتطبيقها. • في لحظة تذكر ما هي اللحظة التي تمنيت نسيانها؟ موت ابنة أختي الشابة فاطمة، فوجع موتها لازلت أتجرعه حتى هذه اللحظة. • هل المرأة عطر الرجل؟ الاثنان. • بحثا عن الحقيقة .. إلى أي جهة تحثين الخطى؟ يوميا كل صباح أبحث عن الحقيقة فلن يتوقف ذهني إلا بموتي. يوميا أشعر باليوم الجديد والفجر يعني ولادة يوم والمساء يعني انطواء يوما. • من أنت بعيدا عن الدال والمال والرجال؟ بل أنا قريبة لهم جدا أعيش مع الدال والمال والرجال، فزوجي وابني وإخواني أتنفسهم ولدي مائة موظف (رجال) أتعامل معهم والرجل دعمني في المجالس الإدارية التي أنتمي إليها ونحن والرجال في قارب واحد نبحر سويا لتنمية الوطن، أما الدال فهو المعرفة ومن غير المعرفة لا أهمية له، وأما المال فإنه عصب الحياة وهو قوة إذا رافق المعرفة. • هل وصلت المرأة السعودية إلى معرفة الثقافة الحقوقية والقانونية لها وكيفية المطالبة بها من وجهة نظرك؟ نعم، ولدينا وعي كامل بالرغم أن تعليم المرأة مضى عليه فقط 50 عاما لكن تبقى الثقافة الحقوقية ضعيفة للرجل والمرأة ونحتاج إلى منظومة لدعم تلك الثقافة من الإعلام البصري والورقي. • خمس رسائل لمن توجهينها؟ الرسالة الأولى: لزوجي حامد نتو، شكرا لدعمك وصبرك على حياتي العملية والعلمية فقد أتممت دراستي وأنا متزوجة. الرسالة الثانية: شكرا لنساء ورجال الوطن الذين دعمونا وآمنوا بنا وصبروا علينا يوميا يشدون على أيدينا ويفاخرون بنا. الرسالة الثالثة: شكرا والدي خادم الحرمين الشريفين لدعمه للمرأة في بلادي وأعاده إلينا سالما غانما. الرسالة الرابعة: شكرا ابنتي الدكتورة أحلام التي تحاول أن تتمرن عليّ طبيا. الرسالة الخامسة: شكرا ابني المهندس حلمي الذي يعمل معي ويتقاسم معي النجاح والإخفاق ويصبر على أفكار جيلي ويسدد ويقارب ويحاول أن يشرح لي قيمة التقنية. د. عائشة نتو المؤهلات العلمية: • دكتوراة إدارة أعمال (PhD). • ماجستير إدارة أعمال (MBA). • بكالوريوس أدب إنجليزي (B.S). • دبلوم تربية. • ممارس أول مدرب مرخص من الأكاديمية البريطانية. • مجموعة من الدورات في الإدارة والقيادة والتخطيط والتسويق والتطوير والتنمية. خبراتها: • إدراة العقارات 1984. • مدير مجموعة فنون العيون للبصريات 1990 2010. • رئيس مجلس إدارة شركة العين للعين للبصريات 2000 2010. • عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة. • عضو المجلس الأعلى للتدريب التقني والمهني. • عضو الموارد البشرية البريطانية. • عضو نادي الصم للنساء في جدة. • عضو جمعية إبصار للعيون في جدة. • عضو معهد الصحي للبنين والبنات. • مستشارة قناة أجيال. • مستشارة في باب رزق جميل. • مستشارة في الجامعة الأمريكية في بيروت. مهارات وقدرات: • تتقن العربية والإنجليزية. • كاتبة في الصحف المحلية والعربية. • خبرة في التخطيط للمؤسسات والمشاريع الصغيرة. • القدرة على فهم شخصيات ونفسيات الآخرين. • متقنة في الإقناع والمفاوضات والنقاشات. • ماهرة في إدارة فريق العمل في المؤسسات والجمعيات والمنظمات. • تعمل وتعيش يوميا مع التسويق والاستثمار والتجارة وهموم المرأة. • كرمت من صندوق المئوية. • كرمت من الغرفة التجارية والموارد البشرية والقنصلية البريطانية. • شاركت في الحوار الوطني السابع في المملكة العربية السعودية. • ورد اسمها ضمن كتاب «نساء من المملكة العربية السعودية» الطبعة الأولى. • كرمت باختيار 20 شركة تدار بواسطة نساء سعوديات لشركة Eye2 Eye • Optical عام 2007 2008 2009 ضمن أفضل 20 سيدة سعودية يدرن أعمالهن الخاصة. اختارتها مجلة سيدتي من 20 سيدة سعودية في مجال المال والأعمال لعام 2007. • احتلت شركة العين للعين للبصريات 39 من بين «أسرع 100 شركة سعودية نموا» لعام 2008 2009 وحصدت جائزة الأمير سلمان التجارية.