أوضح أستاذ النقد العربي الحديث في جامعة البحرين الدكتور إبراهيم عبد الله غلوم في اثنينية عبد المقصود خوجة البارحة الأولى في جدة، «أن كتاب المسرح العربي وجدوا في قصص ألف ليلة وليلة، وفي الملاحم، وفي التاريخ العربي، مادة يمكن أن يصنعوا منها مسرحا، أو هكذا توهموا، لكنهم في الحقيقة دون استثناء وضعوا المادة الخام، وظل البناء والقيم المسرحية ينتميان إلى المؤسسة الغربية، أو النموذج المسرحي الغربي». واستطرد غلوم «لا يعيب ذلك الظاهرة العربية المسرحية على الإطلاق، لأن المسرح حتى في نموذجه الغربي ليس حكرا على عرق أو على جنس من الأجناس، لأنه إبداع مفتوح لكل إنسان مبدع، وأعتقد أن كتابنا العرب أبدعوا حقيقة في تجارب استطاعت أن تستوعب التقاليد المسرحية الإغريقية والغربية الحديثة والأمثلة في ذلك كثيرة، منها توفيق الحكيم، وصلاح عبد الصبور، وغيرهما رغم أنهم أخذوا قوالب مسرحية غربية، وهذا إشكال طويل ويحتاج إلى ندوة طويلة». غلوم الذي رحب به عبد المقصود خوجة في بداية الأمسية مستحضرا شواطئ اللؤلؤ، حضارة دلمون، وأرض المليون نخلة، أجاب على تساؤل آخر حول تفسيره لكثرة ما يعرض من برامج أجنبية في إطار عربي في جميع قنواتنا الفضائية رغم ما نملك من عقول مفكرة ومتطورة لتقديم ما يمثلنا، قائلا: أعتقد أن ثقافة الفضائيات هي ثقافة مفتوحة اليوم على المنجز الذي يتصل بثقافة العولمة، ومن ثم لم يكن من الغريب أن تهمش الثقافات المحلية أو الثقافات المصغرة هذا السياق ليأتي بشكل طبيعي ولكنه مجحف. وزاد غلوم: «القنوات اليوم محمومة في التوجه نحو تكوين سلعتها الخاصة بها». وخلصت الأمسية إلى تكريم غلوم بدرع الاثنينية، كما أعلن عبد المقصود خوجة أن الباحثة في جامعة كامبرج الدكتورة إلهام أبو الجدايل ستكون ضيفة الاثنينية الأسبوع المقبل.