توجست الصحف اللبنانية الصادرة أمس من أزمة طويلة الأمد ستخيم على لبنان بعد سقوط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري، دون أن يكون في إمكانها الجزم بما ستؤول إليه الأمور في المدى المنظور. وكتبت صحيفة «النهار» أن «أحدا لا يتملكه وهم بأن الأزمة المفتوحة ستفضي إلى نهايات قريبة، خصوصا أن المعارضة جعلت إسقاط الحكومة ضربة استباقية للمحكمة قبل إصدارها قرارها الاتهامي»، مؤكدة أن الأزمة ستطول كثيرا. كما توقفت «النهار» عند الاستنفار الدولي الذي تلا إعلان سقوط الحكومة، والمواقف التي صدرت لتأكيد دعم سعد الحريري والمحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال والده رفيق الحريري، والتي كانت السبب في وصول الأزمة إلى طريق مسدود. وعنونت صحيفة «لوريان لوجور» الناطقة بالفرنسية بخط عريض «أزمة مفتوحة»، فيما أوردت صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله أن «الوزراء المستقيلين (ومعهم كل اللبنانيين) يتجرعون الكأس المرة التي تدخل البلاد في متاهة جديدة لا شيء يخفف من وطأتها ولا (دوحة 2) تنقذها». وجاءت استقالة عشرة وزراء يمثلون حزب الله وحلفاءه ووزير حادي عشر محسوب على رئيس الجمهورية التوافقي إثر فشل المساعي في إيجاد حل للأزمة اللبنانية. وشهد لبنان أزمة حكومية بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 حتى مايو (أيار) 2008، بعد انسحاب خمسة وزراء شيعة وسادس مسيحي من الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة آنذاك على خلفية خلاف حول إقرار نظام المحكمة الدولية. وتطورت الأزمة إلى معارك في الشارع بين أنصار فريقي حزب الله وسعد الحريري في مايو (أيار) 2008، تسببت في مقتل أكثر من مئة شخص، واستدعت عقد مؤتمر حوار وطني في الدوحة تم خلاله التوصل إلى تسوية.