قالت محدثتي: هذه أدوات قوتي، ولكني لا أجيد تفعيلها، قلت: سيدتي الفاضلة، وأنت تتعاملين مع ابنك، لماذا لا يسأل كل واحد فينا عن عصا موسى التربوية التي يمتلكها بيمينه (وما تلك بيمينك يا موسى)، (وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى)، والمسلم المعاصر لا بد أن يشحذ فعاليته الروحية والتربوية، وهذه أول شروط النهضة التربوية، ودور المسلم تربويا كفرد ينبغي أن يدرسه كما علمتنا الآيات أن يسأل نفسه، ما الذي بيمينه من مهارات تربوية وعصا للتغيير (رمز لمهارة التغيير والنهضة)، سواء أكان تغييرا اجتماعيا أو سلوكيا أو تربويا أو حتى عقائديا؟ أي ما القوى التربوية التي يملكها؟ وما تلك بيمينك يا موسى؟ نسأله صباحا ومساء، نتعرف به على قدرتنا الإرشادية، نسأل كما سئل موسى: وما تلك بيمينك يا موسى؟ فإذا عرفت قوتك ومهارتك التربوية فألقها في أولادك وأسرتك، ولا تخف من عوامل الهدم التربوي، ولا من الانفتاح والاندماج بالمجتمع، ولا تحزن على إخفاقاتك واجتهاداتك ومحاولاتك ما دمت على الطريق، وتوكل على الله، وسترى التغيير التربوي السلوكي أمام عينيك. عليك أن تراعي المبادئ والقواعد الآتية وقد لخصتها لك بعبارة (هذا عصفكم)، أي أن نتيجة تربيتكم وتفكيركم التربوي ومبادئكم السلوكية هي ما ظهرت على ولدكم، وبيدكم أيضا تغيير تلك النتيجة بتعديل طريقتكم في التربية وفهمكم التربوي السليم: * ه (الهاء) كن هادئا وأنت تتعامل مع الطفل صعب المراس. الهدوء نصف العلاج، والتصرف بحكمة مع الهدوء النصف الآخر. * ذ (الذال) كن ذكيا. الطفل صعب المراس ذكي، ويعرف متى يثيرك؟ ومتى يضحك عليك؟ ومتى يسخر منك؟ كن أنت الأذكى لا تعط له الفرصة ليلعب بك. * ا (الألف) أعلمه أنك غاضب. عندما تخبره بغضبك يبدأ تدريجيا في الهدوء واستيعاب الفكرة والأمر. *ع (العين) عرفه بسبب تنفيذ الفعل، وأخبره بهدف السلوك. لا يكفي الفعل فقط، لا بد أن يتزاوج الفعل مع معرفة السبب حتى ينفذه الطفل عن قناعة وعن حب، وذلك من خلال الهدف. الخطوة الأولى لتعليم أية قيمة شخصية أو مهارة أو سلوك أو عقيدة هي معرفة الهدف من قيمة الفعل، والتركيز عليه لمدة لا تقل عن 21 يوما، عن طريق ملصق أو نشيد تذكيري، وهذا مهم جدا لماذا نفعل لماذا؟، والتعريف وهو وصف الحاجة إلى قيمة الفعل ومعناها، ويتم ذلك بشرح القيمة أو السلوك تاريخيا أوعقائديا وما تعنيه، فليس من المفترض معرفة ما تعنيه قيمة حب الفعل حتى لو كان يقوم البعض به من قبيل العادة وفقط، ولكن لا بد أن يتولد بعد المعرفة سلوك إيجابي. وثالث خطوة، العرض ليست هناك طريقة مثالية لتعليم قيمة الفعل والسلوك، ولكن هناك طرق مقترحة لعرض القيمة، مثل تجسيد القيمة مظهرا وواقعا مجسم ملصق مجلة كتاب.. فيديو كليب، وعرضها على الأبناء تحديد شخصيات تحتك بالابن تتميز بقيمة الفعل المنفذ. * ص (الصاد) صوتك المنخفض دليل على تحكمك في نفسك وامتلاكك لزمام الأمور والسيطرة على العقل، وهذا يعرفه الطفل جيدا، ويعلم عندما تفقد أعصابك وترفع صوتك أنك غير متحكم وغير مسيطر، ويفرح هو لذلك ويتعامل معك بمراوغة أكثر. وببيانك الساحر تغير «إن من البيان لسحرا» أنت بصوتك بتعبيراتك بإيحاءات وجهك وجسدك تمتلك لغة جسدية ساحرة. كن حازما مع الحب مسؤولا مع الرقة.. معادلة موزونة «تؤتي أكلها بإذن ربها». * ف (الفاء) فرق بين الشخص وبين السلوك.. خطأ تربوي عميق نقع فيه كثيرا، وهو أننا نتعامل مع الشخص والسلوك كشيء واحد، فقد نجرح الشخص لارتكاب سلوك خاطئ، ولا نتعامل مع السلوك الخاطئ تحديداً، بمعنى، وأنا أخاطب الطفل أقول له: لم يعجبني سلوكك، ولا أقول له: أنت لم تعجبني. سلوكك وطريقتك وفعلك خطأ، ولا أقول له: أنت خطأ. شخصك خطأ. * ك (الكاف) كن كاتم سره وساتر خطئه دائما، قالوا: إن أمناء الأسرار أقل وجودا من أمناء الأموال، وحفظ الأموال أيسر من كتمان الأسرار. * م (الميم) كن مسؤولا لا متسلطا، ومارس معه مواقف عملية يتعلم منها، كما أنه لا ينبغي أن يخضع العقاب للحالة المزاجية للوالدين، فتارة يتجاوزون عن خطئه، وتارة يواجه عقابا شديدا، وهذا يخضع لحالتهما النفسية من الهدوء أو العصبية، بل ينبغي أن تكون هناك قواعد ثابتة للتعامل مع الطفل، ومن الأخطاء التي يقع فيها الوالدان أو المعلم عندما يخطئ الطفل، هو وضع شخصية الطفل كلها في دائرة الخطأ، فعندما يسقط منه الكأس مثلاً يقال له: أنت فوضوي، أو لا تفهم، وهنا نلحظ أنه لم يتم تسليط النظر على الخطأ وحده وهو وقوع الكأس، والذي ينبغي أن يقال له: أنت لم تمسك الكأس بشكل صحيح مثلا. * مدرب ومستشار أسري [email protected] للتواصل نتلقى استفساراتكم ومشاركاتكم في صفحات الملحق عبر البريد الإلكتروني: [email protected] والفاكس 026764010