من الأمراض التي تعتري كثيرا من طلبة العلم ومعلمي الناس الخير ذاك المرض العضال الذي لا يكاد ينفك منه إلا الأفذاذ ممن خلصت نيتهم وتغلغل في سويداء قلوبهم حب الخير للغير وحصوله من أي جهة كان مصدره، ورحم الله الإمام الشافعي حين قال: ما ناظرت أحدا إلا تمنيت أن يجري الله الحق على لسانه. أما اليوم فالله المستعان. حينما يمنع شخص ما من قبل من ولاه الله أمره الذي أمر بطاعته في السراء والضراء، والمنشط والمكره، واليسر والعسر، وعلى أثرة عليه بالمال والجاه .... وغير ذلك، حينما يمنع الشخص عن تدريس القرآن أو إلقاء الدروس والمحاضرات أو غيرها من المناشط الدعوية لغرض ما قد يعلمه من منع وقد لا يعلمه تجد ذلك الشخص يجلب بخيله ورجله ويجيش من يستطيع تجييشه لعله يحظى بتحقيق بعض أغراضه التي ألبست لباس الدين والتي يشك في نزاهتها، في ظني أن من كان هذا حاله فإنه يجب عليه مراجعة نيته وإخلاص، كما عليه أن يعلم أن الأمة الإسلامية لا تعرف الحق بالرجال ولكن تعرف الرجال بالحق، وأن الله ناصر دينه ومعلي كلمته ولو كره ذلك من كرهه، وليس شرطا أن يكون ذلك النصر عن طريق من منع بل قد يكون النصر في منعه وإيقافه عن ممارساته الدعوية ونشاطاته، التي ربما نتج عنها من السلبيات ما كان من المحسوبية على الفرد أو على الجماعة أو الجهات التنفيذية. كما عليه أن يقول تجاه أمر ولي الأمر: سمعنا وأطعنا، فإن من أمرنا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة هو من أمرنا بطاعة ولي الأمر (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ...)، كما عليه إن رأى أنه صاحب حق يريد الحصول على حقه أن يكون ذلك في حدود المعقول بأدب واحترام وأن تؤتى البيوت من أبوابها، وأما من يريد الحصول على حقه إن ثبت له الحق كما يزعم عن طريق التشهير وتتبع العثرات ونشرها وربط التصرفات والمواقف بعضها ببعض والسباب والصخب واللجاجة، وإحقاق الباطل وإبطال الحق، والتدخل في شؤون الغير، فأعتقد أن ذلك لن يرد حقا بل قد يذكي في النفوس التمسك ببعض الآراء وإن كانت مرجوحة أو ضعيفة. وليعلم من كان هذا حاله أن البلاد تختلف بعضها عن بعض وأن في البلاد مرجعيات بعضها فوق بعض وحتى لا تزل القدم وتختل الموازين وتضعف هيبة الولاة فيفقد الناس خيرا كثيرا لا بد من وضع الأمور في نصابها الصحيح والعمل على إغلاق منافذ الشر أيا كان مصدرها. [email protected]