دعا الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد بن عبد الله السماري، إلى توخي الحذر في التعامل مع الوثائق التاريخية، ونبّه إلى وجود كميات من الوثائق والمخطوطات المزوّرة يتم تداولها والاعتماد عليها في بناء معلومات بحثية وأخرى شخصية، ولافتا إلى حجم الضرر الكبير الذي تلحقه هذه المصادر المعلوماتية التاريخية على حركة البحث العلمي من حيث توارث أخطاء علمية وتاريخية سببه المصدر المزوّر، مما يحدث صراعات فكرية بين الباحثين والباحثات نتيجة الاعتماد على بعض المصادر المدلسة. وقال السماري: إن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز واضحة في هذا الخصوص، التي يؤكد على الدور الذي يجب أن تتحمله الدارة في تدقيق الوثائق المتداولة والتحقق من صحتها وفتح أبواب التعاون مع الوسط العلمي ومع هواة جمع الوثائق والمخطوطات للتصدي للمدلسين والمتاجرين بالمعلومات التاريخية، والتعاون مع المؤسسات والمراكز العلمية في الإبلاغ عن المصادر التاريخية المزوّرة، وتضمين ذلك في الرسالة العلمية والوطنية للدارة مشيرا إلى أن الدارة خطت خطوات جيدة في هذا الجانب، إلا أن الحاجة ماسة للإسهام معها في هذه المهمة لمكافحة الاتجار بالمصادر التاريخية المغشوشة. وأوضح على هامش معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط المقام حاليا في مقر الدارة في الرياض أن من أعمال دارة الملك عبد العزيز تلقي طلبات الكشف على مصداقية بعض الوثائق التاريخية والمخطوطات الواردة من وزارات حكومية وجهات علمية وأفراد، وتسجل في هذا الإطار حالات غش وتزوير في تلك الوثائق التي قد تسري مسرى المسلمات بين المجتمع العلمي والشعبي. وبين أن دارة الملك عبد العزيز تؤدي دورا تثقيفيا لتوعية شرائح المجتمع كافة من الانخداع خلف وثائق تاريخية مكذوبة تشوه المعلومات التاريخية في كل الجوانب وهدفها التسويق وخدمة أغراض شخصية، حيث حذرت الدارة في رسالة إعلامية واضحة من التجارة بمصادر تاريخية طالها التزوير جزئيا أو كليا سواء كانت مخطوطات أو وثائق والرجوع للدارة قبل كل عملية بيع أو شراء أو في حالة الشك بصدقية وثيقة تاريخية ما، حتى يتم التعامل معها بما يجب تجاه التاريخ الوطني. وأشار الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز إلى أن الدارة تمتلك خبرة طويلة في الكشف عن التزوير في المصادر التاريخية من خلال كوادرها العلمية. وأكد ضمن تحذيره المتعاملين بالمخطوطات والوثائق من التزوير المقصود وغير المقصود، أن الوثائق التاريخية في كل الحقب التاريخية وفي كل المجتمعات تعرّض بعضها للتزوير والتدخل التعسفي من قبل ضعاف النفوس لأغراض غير سليمة ومختلفة. وخلص الأمين العام للدارة إلى أن المخطوطات والوثائق التاريخية كلاهما معرّض للتزوير والغش بغرض التكسّب المادي من (تجّار شنطة) ومراكز من خارج المملكة يرتادها سعوديون بهدف البحث عن المعلومات المرغوبة وليس المعلومات الحقيقية.