تقاطر الجنوبيون على صناديق الاقتراع لليوم الثاني للإدلاء بأصواتهم في استفتاء تاريخي ترجح جميع المؤشرات أن نتائجه ستؤدي لانفصال جنوب السودان عن شماله، أشادت به وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، والأممالمتحدة، وقال الرئيس السوداني، عمر البشير، إنه يأمل أن يعكس إرادة مواطني الجنوب ورغبتهم بصورة حقيقية وعادلة. وأوضحت دارين فارينت، المتحدثة باسم لجنة دعم ومراقبة استفتاء السودان، التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة «اللجنة أشادت بمستوى تنظيم عملية التصويت في يومها الأول والمجهود الذي بذله عمال مراكز الاقتراع بالإضافة إلى نشاط المراقبين المحليين والدوليين، كما لاحظنا في المراكز التي زرناها أن الإجراءات الأمنية كانت جيدة للغاية ولم تقع أية حوادث». ويرأس اللجنة الأممية، الرئيس التنزاني السابق، بنيامين مكابا، التي تضم عضويتها: أنطونيو مونتيرو، وزير خارجية البرتغال السابق، وبوجراج بوخاريل، الرئيس السابق لمفوضية الانتخابات في نيبال، وفق ما نقلت الأممالمتحدة. وعلى غرار اليوم الأول، مر اليوم الأول من الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان دون مشاكل فنية أو أمنية، وفق ما أكدت مفوضية الاستفتاء أمس، وسط تقارير أفادت بأن هناك توجه لتمديد فترة الاقتراع، اعتباراً من الاثنين، لإتاحة الفرصة أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء الذي يستمر أسبوعاً. ومن جانبه، جدد الرئيس السوداني التزام الحكومة باستكمال مرحلة الاستفتاء لجنوب السودان والالتزام بما تسفر عنه من نتائج إذا جاء الاستفتاء حراً ونزيهاً وشفافاً، وجاء ذلك لدى لقائه بالرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر السبت، المشارك في مراقبة عملية الاستفتاء. ويشارك «مركز كارتر»، ومقره أتلانتا، ب70 مراقباً في السودان، و30 مراقباً آخراً من ثمانية بلدان مختلفة يقيم بها مواطنون من جنوب السودان. كما جدد البشير مواصلة الحوار مع الإخوة في الجنوب لحل كل القضايا المعلقة، مشيراً إلى أنه ستكون هنالك علاقات سلام وتعاون بين الدولتين إذا اختار شعب الجنوب الانفصال. وفي غضون ذلك، أشادت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، ونظيراها النرويجي جوناس ستور، والبريطاني وليام هيغ، بالتصويت في بيان جماعي جاء فيه «هذا يمثل خطوة تاريخية نحو إكمال اتفاق السلام الشامل»، وهي اتفاقية عام 2005 التي أنهيت بموجبها 22 عاماً من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، راح ضحيتها قرابة مليون شخص.