تشهد ظاهرة حفر الآبار في منطقة نجران تراجعا ملحوظا في الآونة الأخيرة، والتي تكاد تختفي في بعض قرى وأحياء المنطقة، وأصبحت أكثر المنازل تعاني قلة المياه إضافة إلى تراجع الزراعة، الأمر الذي دفع أكثر المزارعين إلى بيع أراضيهم أو استثمارها في مشاريع مختلفة. ويعد مشروع جلب مياه الربع الخالي إلى المنطقة شاهدا حيا على ذلك. وذكر المواطن معيض آل شرمة في حديثه ل «عكاظ» أنه يملك مزرعتين، إحداهما في محافظة خباش شرقي المنطقة، والأخرى في وسط المنطقة، ويؤكد أن مزارعه كانت إلى ما قبل 15 عاما تحتفظ بمخزون وافر من المياه في باطنها، وأنها بدأت في النضوب شيئا فشيئا حتى جفت أخيرا، مضيفا أنه يعرض إحداها حاليا للبيع بعدما أصبحت غير صالحة للزراعة «ولن يستفيد منها إلا مستثمر أو من يريد السكن»، بينما يحاول استخراج قرض من صندوق التنمية للأخرى، بهدف استغلالها أرضا سكنية يقيم فيها. وتحدث ل «عكاظ» المواطن مرزوق بن رابعة أحد سكان محافظة شرورة، والذي لا يوجد بها سوى شيب واحد فقط رسمي لسكان المحافظة والذين يتجاوز عددهم 70 ألف مواطن ومقيم، ورغم ذلك تتراوح أسعار الوايتات من 250 إلى 400 ريال للرد الواحد وبعض المواعيد تصل إلى ثلاثة أيام في بعض الأوقات. وتحدث ل «عكاظ» المواطن محمد العباصي من حي دحضة في مدينة نجران، مفيدا أن أسرته هجرت المزرعة التي أنشأها والده وكانوا يقيمون فيها، وأنهم حولوها إلى مخطط سكني له ولإخوته، مرجعا السبب في ذلك إلى نضوب بئر المزرعة، وأضاف «بالرغم أن الحي كان يزدهر بالزراعة ووفرة المياه، إلا أن شح المياه في السنوات الأخيرة أرغم كثيرا من المزارعين إلى هجر مزارعهم». وحمل المواطن العباصي مديرية المياه مسؤولية الشح الذي تعاني منه المنطقة في المياه، مؤكدا غياب الرقابة والتوعية لهذه الكارثة المحدقة، والتي «من الممكن تلافيها»، وأضاف «تنعم المنطقة بأمطار غزيرة بين حين وآخر، لكن لم يتم إطلاق السد خوفا على المشاريع التنموية التي تم اعتمادها في وادي نجران من قبل عدة دوائر حكومية»، مفيدا أن آخر كمية شهدها السد كانت أكثر من 60 مليون كيلو متر مكعب من المياه.