وصف أستاذ الطب وجراحة العيون في مستشفى الملك خالد التخصصي في الرياض الدكتور علي الراجحي، التطور الذي يشهده طب العيون وخصوصا في مجال علاج الماء الأبيض والانحراف البصري بالثورة الطبية والتكنولوجية. وكشف الدكتور الراجحي عن أحدث التقنيات في عالم العدسات وهي عدسة أكريسوف توريك الجديدة لعلاج الماء الأبيض والانحراف البصري معا في وقت واحد. وأضاف، في محاضرته التي ألقاها أخيرا في فندق هوليداي في الرياض بحضور عدد كبير من الأطباء والمتخصصين، «أن التطور الهائل الذي شهدته جراحات المياه البيضاء من الناحيتين الجراحية والتكنولوجية أوجدت ثورة موازية في تكنولوجيا العدسات التي يتم زراعتها داخل العين بعد إزالة المياه البيضاء، فبعد أن كان الهدف المرجو (وما زال في كثير من الأحيان) هو الحصول على درجة الصفر الانكساري أي بلا قصر أو طول نظر أو استجماتزم بعد العملية قدر المستطاع قدمت لنا التطورات المذهلة أنواعا جديدة من العدسات تقدم ما لم نكن نفكر به منذ سنوات قليلة». ولفت إلى أن بعض المرضى تختلف نوعية معاناتهم للمرض، فالجميع ليسوا متشابهين في المرض، وعادة ما يتم زراعة عدسة أكريسوف توريك للناس الذين لديهم ماء أبيض ولديهم انحراف في النظر، فهذا الهدف الأساسي من هذه العدسة، فالليزر أو الليزك ممكن أن يصحح النظر وإذا كان لدى الإنسان ممانعة من إجراء الليزر أو الليزك فانه يلجأ إلى هذه العدسة. وأشار أستاذ جراحة العيون أن من مميزات العملية أنها تعطي جودة عالية في النظر، لأن العدسة الجديدة ذات سطح مضاد للانعكاس تبعا لسطحها الخارجي الذي يحتوي على تركيز عال ودقة متناهية في تصحيح النظر بنسبة أعلى من معظم أنواع العدسات، كذلك تعطي دقة متناهية في التصحيح مقارنة بالعدسات الأخرى لأنها لا تؤثر على درجة تقوس القرنية، إضافة لمطابقتها الحيوية للعين. وألمح إلى أن هذه العدسة تأتي بمقاسات معينة حسب نوع المرض لكل شخص وتعمل على تصحيح انحراف النظر (الاستجماتزم) بدرجاته 1 أو2 أو3 أو4، كما تعمل على تصحيح النظر حسب قوة وانحراف القرنية. الراجحي أكد أنه من الأفضل لمن لديهم ماء أبيض وانحراف في نفس الوقت استخدام هذه العدسة، لأنها تعمل على معالجة الماء الأبيض وتصحيح هذا الانحراف معا في وقت واحد دون اللجوء إلى النظارات أو العدسات اللاصقة، وأضاف أن نتائج هذه التقنية الحديثة جيدة ومأمونة وتعمل على تخفيف جزء كبير من المعاناة التي يعانيها المريض وتجنبه أو تغنيه عن اللجوء إلى النظارات أو العدسات اللاصقة، فالعين تتقبلها مثلما تتقبل العدسة العادية. وفي سياق متصل، أوضح البروفيسورجورج بريسكو المسؤول عن التدريب والمساعدة التقنية في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط في الكون العالمية، «أن التطور الطبي الذي شهده في جراحات المياه البيضاء المتمثل في عدسة أكريسوف توريك يعد من أحدث العدسات لعلاج الماء الأبيض والانحراف في وقت واحد، وعرض نتائج أحدث الدراسات العالمية التي أجريت على العدسة وأثبتت كفاءتها في علاج الانحراف والماء الأبيض في جراحة واحدة لا تستغرق أكثر من 20 دقيقة». وشدد على أهمية تدريب الجراحين على كيفية اختيار المريض المناسب، وكيفية حساب المكان الأمثل لزراعة العدسة داخل العين.