حذر الممثل الخاص للرباعية الدولية للشرق الأوسط ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير أمس أنه إذا لم تبدأ محادثات جوهرية قريباً بين الفلسطينيين وإسرائيل، فسوف تواجه جميع الأطراف مشكلة عميقة. وقال توني بلير في مقابلة تلفازية: «نحن نتحدث عن أسابيع، وليس شهوراً، لإعادة تأهيل هذه العملية الآن ووضعها على المسار الصحيح»، مضيفاً «إذا لم نعد للمحادثات ونعطي مصداقية لهذه العملية بطريقة ذات معنى، فسوف نكون في ورطة حقيقية وعميقة». وكان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توجه إلى منطقة الشرق الأوسط للقاء الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين بصفته ممثلا للجنة الرباعية، التي تضم كلا من الولاياتالمتحدةالأمريكية، الأممالمتحدة، روسيا، والاتحاد الأوروبي. وأوضح بلير أن هناك «عملا هائلا» يجري وراء الكواليس لإحياء المفاوضات المباشرة بين الجانبين. يشار إلى أن محادثات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين انهارت في سبتمبر (أيلول) عقب وقت قليل من بدئها، وذلك جراء مسألة استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة. وأقر بلير بأن مستوى الثقة بين الجانبين كان متدنياً، بيد أنه قال إنه ما زال ممكناً إعادة الأمور إلى نصابها مرة أخرى. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي تخليها عن الجهود المبذولة لإقناع إسرائيل تجميد الاستيطان بشكل جزئي كشرط مسبق لانطلاق المحادثات، وقالت إنها ستركز بدلا من ذلك على محادثات منفصلة مع كل من الجانبين للتوصل إلى شكل من أشكال اتفاق إطار للسلام. وفي الأثناء، شرعت السلطة الفلسطينية في حملة لكسب الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية على أساس الحدود التي كانت قائمة قبل حرب 1967 بين الدول العربية وإسرائيل. كذلك يسعى الفلسطينيون لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية، وهي التحركات التي تعارضها كل من الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية مصرتين على أن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو من خلال مواصلة المفاوضات. وفند بلير إنه في حين أن مثل هذه الاستراتيجية يمكن أن تضع قدراً من الضغط على إسرائيل، فإن «المشكلة مع التحركات أحادية الجانب هي أنها لن تكون أبداً فعالة مثل التحركات المتفق عليها». وأضاف أن الولاياتالمتحدة ما زالت وسيطاً فعالا بين الجانبين، رغم فشلها في المحافظة على استمرار المحادثات. وأوضح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أن إدارة أوباما «تتروى عمداً في المسألة من خلال الضغط الذي تريد أن تمارسه على كلا الطرفين لتحقيق النجاح في إيجاد سبيل للمضي قدماً من أجل التوصل إلى واقع سياسي للوضع».