أكد ل«عكاظ» مستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الدكتور ساعد بن خضر العرابي الحارثي، أن الأهداف التي يسعى كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية إلى تحقيقها أهداف سامية ونبيلة، في ظل منظومة متكاملة تعيش عصرا مزدهرا في مجال العلم والتعليم بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. وأوضح عقب توقيع اتفاقية تأسيس كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية في جامعة الملك عبد العزيز أمس في جدة، مع مدير الجامعة الدكتور أسامة طيب، أن الكراسي العلمية بدأت تنطلق في جامعاتنا، ارتكازا من أهم المكونات الإنسانية، وهو التعليم الذي توليه المملكة اهتماما كبيرا، لاهميته ودوره في تنمية المجتمعات معرفيا وثقافيا وفكريا، وانطلاقا من هذا الاهتمام جاءت أهمية الكراسي العلمية، لدورها الكبير في تنمية الفكر، سواء فيما يتعلق بالأمن الفكري أو في أعمال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو فيما يتعلق بالقيم الأخلاقية، وغيرها من الجوانب الأخرى. وأشار إلى أن هذا الكرسي هو من الكراسي المتميزة، لأهميته في معالجة الكثير من الإشكاليات لاسيما ونحن في عصر العولمة، وأكد أن المسؤولية تقع على الجامعات ومنها جامعة المؤسس، بأن تجري بحوثها ودراساتها، حول هذه الإشكاليات سواء فيما يتعلق بالأخلاق وضرورة أن نحافظ على القيم الأصيلة لهذا المجتمع، ونأمل أن يكون مسؤولو الكرسي على قدر كبير من الاهتمام بالكرسي ومخرجاته. ونقل الدكتور العرابي إلى مدير الجامعة ووكلائها وعمدائها وكافة منسوبيها، شكر وتقدير صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مؤكدا أنه سعيد بإنشاء هذا الكرسي، الذي سينعكس إيجابا على المتجمع. وأوضح مستشار النائب الثاني أن الكراسي العلمية لا يقف دورها عند حدود البحث العلمي فقط، وإنما يمتد إلى تفعيل تلك البحوث والدراسات، كي تصبح واقعا ملموسا، ومن خلال تجربة الكراسي العلمية في جامعاتنا، نرى أنها خرجت بمنتجاتها إلى المجتمع وساهمت في تنمية العديد من المجالات، وأبدى تفاءله أن يحقق الكرسي أهدافه السامية كما يراها الأمير نايف بن عبد العزيز. من جهته أوضح ل«عكاظ» مدير جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أسامة طيب، أن تدشين الكرسي سيكون بداية الفصل الدراسي الثاني، وفق الآلية المتبعة، وخلال شهر ونصف تعد الخطة الخاصة به، ويقدم تقرير متكامل إلى صاحب الكرسي ومن ثم يدشن للبدء فورا في تنفيذ الخطة الخاصة به. وقال مدير الجامعة إن الكراسي العلمية في جامعة المؤسس حققت خططتها المعتمدة بشكل جيد، وكان أبرزها كرسي الأمير خالد الفيصل لمنهج الاعتدال السعودي وكرسي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحققت ما نسبته 175 في المائة من الخطة المعتمدة للسنة الحالية وجزء من السنة المقبلة. وأكد الدكتور طيب أن كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية ستمتد مخرجاته دوليا، كونها لا تخص الشأن المحلي فقط، مشيرا إلى أن الكراسي العلمية ذات طبيعتين مختلفتين، إحداهما محلية والأخرى دولية، وذكر أن كرسي الأمير نايف سيسهم في خدمة المنطقة وإثراء العملية البحثية في الجامعة. ولفت إلى أن المخترعات الحديثة كالبث الفضائي المفتوح ووسائل الاتصالات والتقنية الحديثة كالإنترنت، الجوال، البلاك بيري، والوسائط الإلكترونية ساهمت في انتشار العديد من القيم والعادات والتقاليد للمجتمعات العالمية المختلفة، وهو ما يعزز أهمية وجود كرسي علمي يعنى بهذه الدراسات المهمة التي تتوافق مع متغيرات العصر ومتطلباته للتعريف بأهمية القيم الأخلاقية والحث على التمسك بها ونشرها بين أفراد المجتمع من خلال مؤسساته المختلفة كالجامعات والمدارس والأندية الأدبية والثقافية والمساجد ووسائل الإعلام. ويهدف الكرسي الذي سيستمر لخمسة أعوام إلى التعريف بالقيم الأخلاقية الإسلامية للعالم من خلال الندوات والمؤتمرات والمشاركات المتنوعة، ورصد أسباب ومظاهر انحسار القيم الإيجابية وانتشار القيم والمفاهيم السلبية، إلى جانب وضع الخطط والمشروعات والبرامج للتعريف بأهمية القيم الأخلاقية ونشرها بين فئات المجتمع. ويعمل كذلك على إعداد الدراسات التي تعزز القيم الأخلاقية بما يتوافق مع متغيرات العصر، فضلا عن الإسهام في تقديم الحلول العلمية والعملية لمعالجة المشكلات الأخلاقية والحد منها، وكذلك المساهمة في وضع المعايير والمؤشرات التي تحكم تطبيق القيم في المجتمعات من خلال الشريعة الإسلامية وإيصالها للعالم من خلال المنظمات والهيئات الدولية المختلفة. يذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، أعلن عن تبنيه كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية خلال افتتاحه أعمال الندوة العلمية الأولى لكرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي، منتصف شوال من العام الماضي، بهدف التعريف بأهمية القيم الأخلاقية والحث على التمسك بها ونشرها بين أفراد المجتمع.