بين بلدة الخطة في منطقة حائل ومدينة السليل جنوبي وادي الدواسر مسافة لو قيست بالكيلومترات لتجاوزت المئات. أما بشوق الأصدقاء لبعضهم فربما تصل إلى الآلاف بمقاييس المحبة والتقدير. في تفاصيل أم رقيبة صور مختلفة، إلا أن الصداقة أو «الخوة» التي يراها البدو ترتقي فوق مفهوم الصداقة ليكون من تعرفه بمثابة «أخ لم تلده أمك»، ليتشاركوا الزاد والأيام والأمنيات. يفشي فيحان أسرار العلاقة مع تركي وباقي أصدقائه : «تعرفت إليه في أول مهرجان وكان الأمر صعبا، حيث كان التجمع الأول وساعدني بكل شيء عرفني على المخيمات والتجار الذين يحتاجون بضاعتي وشاركني الماء والغذاء ومنذ ذلك اليوم ونحن أخوة». يستئذن تركي صديقه ليتحدث: «التجارة المادية ليست كل شيء بل تجارة العلاقة الإنسانية مع الناس والارتباط بالصداقة ومعرفة الرجال للرجال أكبر مكسب». يتواصل تركي وفيحان هاتفيا طوال العام خصوصا في الأعياد وشهر رمضان، ويقضيان 37 يوما معا كل سنة في أم رقيبة مرددين البيت الشهير للشاعر راكان بن حثلين: «ياما حلا الفنجال مع سيحة البال.. في مجلس ما فيه نفس ثقيلة.. هذا ولد عم وهذا ولد خال.. وهذا رفيقٍ ما ندور بديله».