توقعنا جميعا أن تكون فاجعة جدة وسيول باقي مناطق المملكة قد دقت ناقوس الخطر، والإحساس بالمسؤولية، والوعي بالمهمات المناطة بأية جهة خدمية معنية بهذا الشأن، وصار الحديث عن تكرار هذه الفاجعة احتمالا مستحيلا، خاصة وأن توجهات ولاة الأمر حيال ما حدث واضحة وصريحة لمنع تكرره بأية حال من الأحوال، كما أن الدولة بذلت الكثير الكثير من الدعم المالي والمعنوي استجابة لاحتياجات المناطق، كما أن المدن أصبحت ورش عمل كبيرة من كثرة المشاريع القائمة في هذين القطاعين تصريف السيول، وتنفيذ مشاريع الصرف الصحي، كما أن وعود المسؤولين في هذا الموضوع كانت متفائلة جدا. ولكن أمطار الأربعاء وأمس الخميس بددت كل هذه الآمال وأكدت أن الوضع لا زال غير مواكب للتحديات، وأننا لا زلنا نتعامل مع المطر كأننا نتعامل مع كارثة، من سوء المشاريع التي نفذت للقضاء على المخاطر. وكأننا لم نعمل شيئا، فهل يعقل أنه بعد كل هذا الدعم والصرف والاهتمام لا زالت الشوارع تغلق والمياه تملأ الأنفاق، والدفاع المدني يتعامل مع سكان بعض الأحياء كأنه يتعامل مع كارثة كبرى بسبب عدم إنجاز المشاريع بطريقة تحل المشكلة. إن المسؤولية الوطنية تلزمنا أن نلتفت للمسؤوليات الملقاة على عاتقنا وأن يكون المطر فعل خير، لا أن يكون موعدا منتظرا مع الخطر. لذا علينا إعادة النظر في كل المشاريع التي نفذناها والتي سننفذها، فلم يعد الوقت يستوعب كل هذه الأعذار والاعتذارات بعد أن أكدت أمطار أمس أن الخطر من الأمطار لازال قائما. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز تبد أ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة