نفى ل«عكاظ» رئيس الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الأمنية أستاذ علم النفس وعضو لجان المناصحة الدكتور ناصر العريفي علمه بوجود حالات حاولت الانتحار قبل انضمامها للتنظيمات المتطرفة، مشددا على أن هذا الأمر بحاجة لدراسة وتقص قبل إطلاق الحكم النهائي. وبين أن القاعدة والتنظيمات المتطرفة تختار شخصيات قابلة للانقياد ولديها ضعف علم شرعي، فيتعرضون لعمليات غسيل مخ تقودهم للانتحار. ولفت العريفي إلى أن كثيرا ممن ينفذون عمليات انتحارية يعانون في الأصل من ضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية، وبالتالي لديهم استعداد ويسهل التأثير عليهم وقيادتهم لتنفيذ هذه العمليات. وأفاد العريفي أن البيئة التي ينشأون فيها لها دور كبير فيما يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية، مستبعدا وجود نية عندهم للانتحار، لكن تحت تأثير غسيل المخ والضغوط التي يتعرضون لها فإنه يسهل انقيادهم لتنفيذ عمليات انتحارية تحت مسميات شرعية، خصوصا أن بعض المنظرين عندهم يشرعنون لهم الانتحار باسم الجهاد والحصول على الحور العين. رأي العريفي وجد تأييدا من مستشار رئيس جامعة الإمام عضو لجان المناصحة الدكتور إبراهيم الميمن الذي أوضح أن الجماعات المتطرفة مثل القاعدة تستند على ما يمسى بالكرامات ومقاطع مفبركة توضح فيها منزلة من يقوم بالعمليات الانتحارية وعظم منزلته، مما يدفعهم إلى تنفيذ هذه العمليات الانتحارية بفعل الضغوط التي تفرض عليهم. واستبعد الميمن وجود سوابق للانتحار لدى من ينفذون العمليات الانتحارية قبل انضمامهم للتنظيمات المتطرفة، رابطا ذلك بإيجاد دراسة لأمثال هولاء قبل إطلاق الحكم النهائي. وبين الميمن أن الملاحظ على من ينضم للتنظيمات المتطرفة والإرهابية وينفذ هذه العمليات وجود انحرافات سابقة لديهم، مثل تعاطي المخدرات والمسكرات وبعض المخالفات الأخلاقية، مشيرا إلى أنهم يصلون لمرحلة اليأس فتستغلهم التنظيمات المتطرفة وتستقطبهم إليها وتفرض عليهم ضغوطا نفسية متتالية، ويزينون لهم الموت باسم الشهادة في سبيل الله حتى ينفذوا تلك العمليات. وطالب المختصين بضرورة إجراء المزيد من الدراسات العلمية والنفسية والاجتماعية على المنضمين للجماعات المتطرفة أو منفذي العمليات الانتحارية، للحكم على الظروف المحيطة بهؤلاء المقدمين على الانتحار تحت اسم الشهادة في سبيل الله.