بناء على توصية عضو مجلس الشورى عبدالوهاب آل مجثل، وافق المجلس على تشكيل وفد للتوسط بين المواطن نايف آل عقيل ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد الجاسر. تجمع أعضاء الوفد الكبير في ساحة المجلس، واستقلوا حافلة رفعوا فوق مقدمتها لوحة بارزة كتب عليها «وفد الشورى للتوسط بين مواطن ومسؤول». بدأت الحافلة تغذ السير في شوارع الرياض، وبدأت سيارات الفضوليين تتبعها والعيون تراقبها لتعرف إلى أين تتجه هذه الحافلة الغريبة. بعد وقت طويل بسبب زحمة السير توقفت الحافلة أمام مبنى مؤسسة النقد، ونزل أعضاء الوفد تباعا، ثم فرشوا لحافا كبيرا أمام بوابة المبنى، وبدأوا في رمي عقلهم وغترهم وأشمغتهم فوق اللحاف، ثم انتظموا في صف واحد رافعين لوحة أخرى تقول «لأجل الله يا معالي المحافظ رد على المواطن الغلبان». ولأن خبر الوفد قد انتشر بسرعة كان المكان يعج بالصحافيين ومراسلي الفضائيات، ترقبا لما تسفر عنه هذه التظاهرة الغريبة. انتظر أعضاء الوفد طويلا قبل أن تفتح إحدى نوافذ المبنى ويطل منها وجه مألوف معروف. نعم حانت ساعة الفرج، ها هو معالي المحافظ يبتسم ويلوح بيده من النافذة، حتما هي تلويحة ترحيب وقبول بالوساطة، ولا بد أن ينزل الآن مرحبا بالوفد ومقدما واجبات الضيافة. أغلق المحافظ النافذة والوفد ينتظر نزوله، لكن الانتظار طال ولم يخرج أحد. حاول أحد أعضاء الوفد القيام بخطوة لمعرفة حقيقة الأمر، فدخل المبنى وبحث عن مكتب المحافظ، وحين وجده سأل مدير المكتب: لماذا طال انتظار المحافظ. ببساطة شديدة أخبره أن معاليه غادر المبنى بعد تلويحته من النافذة متجها لحضور اجتماع مهم. عاد العضو ليخبر زملاءه بما حدث، وبعد أن نظر كل منهم في وجه زميله استقلوا حافلتهم وعادوا إلى مجلسهم محملين بخيبة ثقيلة. هكذا تخيلت السيناريو الذي سيحدث، فيما لو قرر بعض أعضاء مجلس الشورى التوسط لدى محافظة مؤسسة النقد للرد على سؤال المواطن، الذي تنشره «عكاظ» يوميا منذ 69 يوما.. سؤال مهم جدا، وإجابته من أهم واجبات مؤسسة النقد. مواطن يستفسر عما فعلته المؤسسة لفحص متانة المصارف السعودية وقدرتها على احتواء الأزمات المالية وتأكيد ثقة الأسواق فيها، لكن يبدو أن مؤسسة النقد تعتقد أن هذا المواطن «طويل لسان» يسأل عن أمر لا يخصه.. ولو استشارني المواطن نايف آل عقيل لنصحته بالعدول عن توجيه السؤال لمؤسسة النقد؛ لأنه لو كان للمواطن قيمة لديها لأجابت على أسئلة كثيرة واستفسارات عديدة للمواطنين الذين تنهبهم البنوك والتعاملات المالية الجائرة، وتشوه سمعتهم شركة «سمة» المفلوتة على الناس دون ضوابط. لو كانت المؤسسة تقيم وزنا للمواطن لأنصفته منذ زمن بعيد من أسوأ أشكال الابتزاز الذي تمارسه بعض البنوك. إنها مؤسسة ضد المواطن وليست معه كما يجب أن يكون الحال.. وبالتالي، لا غرابة أبدا أن يسخر محافظها من المواطن، ويهمل سؤاله أكثر من شهرين.. الحال مايل يا أخي نايف آل عقيل.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة