بعد التعاطي المسؤول لرئيس الحكومة سعد الحريري مع تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي بدت الساحة اللبنانية أمس بمنأى عن التداعيات السلبية لما صدر في طهران بشأن المحكمة الدولية مع تأكيد الجميع على عدم تأثيرها على مساعي التسوية وبخاصة المسعى السعودي اللبناني. وزير الدولة جان أوغاسبيان رأى في تصريح له أمس أن موقف مرشد الجمهورية الإيرانية الإسلامية علي خامنئي شكل غطاء إيرانياً واضحاً لموقف حزب الله لرفض المحكمة الخاصة في لبنان، ولكن هذا الموقف لن يؤثر على المساعي العربية، مستدركاً نحن في لبنان، وفي نفس الوقت، مازلنا نراوح في ظل المشكلة، ولكن المساعي مستمرة. النائب عن الجماعة الإسلامية في البرلمان عماد الحوت، رأى أن كل الأفرقاء أصبحوا مضطرين اليوم للتهدئة بانتظار أية مبادرة خارجية أو تسوية إقليمية. وشدد النائب الحوت على أن لا تسوية إلا بتنازل من الفريقين، لافتا إلى أن الجميع سلم بأن القرار الظني سيصدر في وقت ما وأن المحكمة باتت أمرا واقعا والجميع معني بتداعيات القرار الظني. ورأى أن «الجميع يقر أنه لا يمكن أن تكون هناك صيغة غالب ومغلوب في أية تسوية ولا قدرة للمعارضة على قلب الوضع في لبنان»، لافتا إلى أن «المطلوب الآن موقف بعد القرار الظني يفصل بين القرار والمجموعات اللبنانية ويؤكد أن هذا القرار ليس حكما ولا نبني عليه موقفا نهائيا». فيما عضو الكتلة العونية النائب فريد الخازن أشار إلى أن «كلام مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي هو رأي لا يؤثر على المسعى العربي القائم، والذي أنجز بعض التقدم». وأشار الخازن إلى أن أفكار هذا المسعى غير متداولة في الإعلام وهذا يعني مدى جديته، معتبراً أن هناك مصلحة مشتركة، بالإضافة إلى المصلحة اللبنانية، في الوصول إلى حل أو تسوية، مؤكداً أن «التفاهم اللبناني - اللبناني، يضع حداً لكي لا تتحول المحكمة الدولية إلى أداة يستعملها الغير».