كشف رئيس مجلس إدارة جامعة المملكة في البحرين البروفيسور محمد بن راشد الفقيه، أنه أجرى أول عملية لمريض في مشواره الطبي قبل أن يكون جراحا. وأضاف الفقيه في اثنينية عبد المقصود خوجة البارحة الأولى، «عملت في بداياتي في مستشفى في حائل لا يوجد فيها طبيب للقلب، فاضطررت لإجراء جراحة وأنا لست جراحا، وكان يدير المستشفى في ذلك الوقت طاقم أمريكي من بينهم جراح قلب، وترك كتابا عن الجراحة، فأخذت الكتاب وأجريت الجراحة بالاستفادة منه، مع فني تخدير، حيث كان لا يوجد طبيب تخدير ونجحت الجراحة». ورأى الفقيه أن الطب في المملكة تطور بشكل ملحوظ، وأكبر دليل على ذلك انخفاض نسبة الوفيات وزيادة الأعمار، موضحا أن التأمين الصحي الخاص يسبب مشاكل كثيرة بعكس التأمين الطبي العام، وقد نجحت دول كثيرة في برنامج التأمين الطبي العام وعلى رأسهم فرنسا. وزاد الفقيه «للأسف تقع وزارة الصحة في بعض الملاحظات، منها: عدم مطالبتها المستشفيات بقائمة إعداد العمليات التي أجريت وإعداد الوفيات والفواتير الطبية الخاصة بالأدوية، ولو طلبت ذلك لانكشف لها الكثير». أمسية متفردة أمسية الفقيه استهلها عبد المقصود خوجة بكلمة قال فيها «أمسيتنا متفردة في نوعها، فهي من القلب للقلب محط النجوات والهمسات ومقر الحب وآنية الله في أرضه، ففيه يحفظ الإيمان وتتركز به ملوك الحكمة، وبه يشع نور التبصر والتدبر فهو مقر البصر والبصائر». وضيفنا الدكتور محمد راشد الفقيه حكيم استنطق القلوب وحطم صورة الطبيب النمطية وجمع الإنسانية والطب. وتحدث الدكتور الفقيه عن بداياته في قرية الزبير في أطراف العراق، تلك المنطقة الفقيرة التي نزح إليها عدد كبير من الأسر السعودية للتجارة، قائلا «بدافع تجاري تم في نفس المنطقة فتح جمعية لعبت دورا حقيقيا بعيدا عن الدور التقليدي في مساعدة المحتاج، بل انتهجت خطة جديدة وهي مساعدة الأسر على تعليم أبنائهم، وإيجاد عمل لهم، فدخلت المرحلة الابتدائية قبل السن القانوني بعام، حيث كانت في تلك الأيام لا توجد شهادات ميلاد، وأتممت الابتدائية وتخرجت وكأني متخرج من الجامعة، لأن المدرسة الابتدائية في ذلك الوقت كانت تعتمد على الدفاتر، أي الحسابات، فيتخرج الطفل بدرجة محاسب ممتاز، كما تم افتتاح مكتبة في القرية أمدها الملك عبد العزيز والملك سعود والملك فيصل بكتب مفيدة ساهمت في تثقيفنا بشكل كبير، ولا انسى دور السفارة السعودية والسفير في ذلك الوقت، حيث كانت أبوابها مفتوحة للجميع وكان السفير متواجدا في كل وقت لحل مشاكل الأفراد وهذا للأسف ما نفتقر إليه الآن، ثم توجهت إلى المملكة للتقديم في بعثات الطب ولم أقبل لأن العدد محدد، فسافرت إلى بريطانيا لدراسة الطب على حساب والدي، وفي نهاية السنة الأولى علمت أن العراق فتحت باب البعثات الطبية، فعدت وذهبت مرة أخرى على حساب العراق». تجميد الطفل واستطرد الفقيه «أتممت دراستي وعدت لأعمل في مستشفى في حائل، وسافرت لإكمال دراستي في تخصص الجراحة وبشكل خاص جراحة قلوب الأطفال، وتوصلت لطريقة تجميد الطفل وإجراء الجراحة له، ونجحت هذه التجربة بشكل كبير وتوالى عملي للجراحات، فقد أجريت جراحة لستيني ولطفل في عامه الأول ولجنين في بطن أمه، أي أن جميع جراحاتي كانت لجميع الأعمار». أسئلة الحضور وتضمن اللقاء نقاشا مفتوحا مع الحضور، وسأل أحدهم هل نقل القلب من شخص لآخر ينقل معه سلوكه وطباعه؟ أجاب الفقيه «من خلال ملاحظاتي.. هذه المعلومات غير صحيحة، فمثلا نقلنا قلب مسيحي إلى مسلم فبقي المسلم كما هو لم يتغير فيه شيء». وعن مدى صحة أن التدخين مسبب رئيس لمرض القلب نتيجة النكوتين؟ أوضح الفقيه «أن التدخين يؤثر بشكل كبير علي شرايين القلب، ولكن ليس بسبب النكوتين فقط، بل لأنه يحتوي على ملايين من المواد الضارة التي تتسبب في انسداد شرايين القلب».