أنهت شعبة البحث والتحريات الجنائية في شرطة جدة أمس أسطورة عصابة (الطاحون) الرباعية، بعد مطاردة ماراثونية لزعيمها (سقاية) وشركائه الذين سلكوا كل السبل للفرار من ملاحقة الأمن، حتى أحكمت يد السلطة القبضة عليهم بعد تنفيذ آخر سرقاتهم، كانت ضحيتها حاجة من الجنسية المصرية سرق منها مبلغ مالي يربو على 16 ألف دولار. ونفذت العصابة سرقات عدة في فترات متباعدة، رصدتها الأجهزة الأمنية وشكلت فريق عمل من شعبة التحريات والبحث الجنائي، ضم ضباطا متخصصين في ملاحقة جرائم الأموال والنفس، راجعوا بلاغات السرقة لمعرفة أسلوب العصابة، وطريقتهم في تنفيذ جرائمهم وشرعوا في تحديد المواقع المشتبهة، ونشروا العيون فيها بهدف رصد المشتبهين ممن تتطابق أوصافهم مع البلاغات، حتى تلقت غرفة العمليات الأمنية بلاغا يفيد بسرقة سيدة مصرية قدمت لأداء الحج أخيرا، حيث أشارت الضحية في بلاغها إلى متهمين كانا يستقلان دراجة نارية، غافلاها باختطاف حقيبتها اليدوية، مؤكدة أنها تحمل داخلها أوراقا خاصة ومبلغا ماليا يصل إلى 16 ألف دولار، وقدمت أوصاف المتهمين ودراجتهم النارية. وانتقل رجال الأمن إلى الموقع فورا، وشرعوا في مراقبة المحال التجارية لضبط المتهمين الذين رجحت التقديرات الأمنية أنهم يقصدونها في محاولة لتصريف الأموال أو التخلص من مقتنيات الضحية، حتى رصدوا دراجة نارية يقودها شاب أثار سلوكه الاشتباه به، لتقتفي فرق المراقبة أثره إلى أن اجتمع بآخرين تطابقت أوصاف اثنين منهم مع إفادات البلاغ، فجرى تطويقهم والقبض عليهم جميعا. وأوضح الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أن المقبوض عليهم في العملية أربعة متهمين، اقتادتهم السلطات الأمنية للتحقيق حيث تساقطت اعترافاتهم، مشيرين بإصبع الاتهام إلى زعيمهم (سقاية) الذي يدير أعمالهم ويشرف عليها مشكلا منهم عصابة أطلق عليها (الطاحون)، وأفادوا أنهم نفذوا ثلاث سرقات كان آخرها سرقة الحاجة المصرية، وسلموا السلطات الأموال التي كانت بحوزتهم، فيما أشار العقيد الجعيد إلى أن المتهمين تصرفوا في جزء من المبلغ ولم يسلموه كاملا، كما أكد أن بصمة أحدهم تطابقت مع بصمات مرفوعة في ثلاثة مواقع تعرضت للسرقة في وقت سابق، مضيفا أن ملف التحقيق أحيل إلى مركز شرطة الكندرة، لاستكمال التحقيقات، تمهيدا لإحالتهم إلى جهة الاختصاص.