هذا المثل العربي يقال لمن يكذب في أحاديثه ثم ينسى كذبه فيروي ما سبق له روايته من أكاذيب بصورة مغايرة تماماً فيفتضح أمره وكذبه أمام من سمعه في المرة الأولى والثانية فيقال له ولمثله: إن كنت كذوباً فكن ذكوراً، أي صاحب ذاكرة قوية تستطيع عن طريقها حفظ وتخزين الأكاذيب التي رويت للناس ثم استعادتها بعد أسابيع أو شهور كما هي دون تغيير أو تبديل حتى تبدو كأنها حقائق مطلقة، ولكن لأن في فضح أكاذيب الكذابين مصلحة مرسلة، فإن العديد منهم يبتلون بذاكرة ضعيفة «مخرومة» لا تستطيع المحافظة على شيء مما يمر بها سواء كان صدقاً أم كذباً، فإذا تحدث كذوب عن موقف بطولي مزعوم ادعى أنه وقفه ذات يوم ثم راح يروي تفاصيل ذلك الموقف بحماس منقطع النظير مسبغاً على نفسه كل صفات الكمال والجمال والرجولة والفحولة والقوة والمنعة محدداً زمن ومكان ممارسته لبطولاته الخارقة مستمتعاً بنظرات من يستمع إليه على أساس أنها نظرات تقدير ودهشة وأعجاب كما يخيل إليه وقد لا تكون كذلك! مثل هذا الكذوب إذا ما استدعى موقف أو مناسبة أخرى أن يقوم بإعادة ما سبق له سرده وروايته من بطولات فإن ذاكرته الضعيفة لا تسعفه في إيراد أكاذيبه السابقة، فإن سئل عن موقف معين شق عليه تذكره وقال للسائل: فكرني أكثر حتى أتذكر! فإن ذكره أخذ يسرد في المرة الثانية تفاصيل ومواقف مغايرة تماماً لما سرده في المرة الأولى من حيث الزمان والمكان وعناصر الموقف نفسه، فيتأكد السامعون أنهم أمام كذاب أشر، وأنهم لو طلبوا منه رواية الموقف نفسه بعد مدة من الزمن لرواه بطريقة ثالثة لا علاقة لها بالطريقتين الأولى والثانية فيشفق عليه سامعوه ويقول له «إن كنت كذوباً فكن ذكوراً» وكأنهم يريدون بذلك حمايته من التناقض الفاضح الذي أوقع نفسه فيه، ومثله لا يستحق شفقة ولا تعاطفاً بل إن في فضحه والكشف عن كذبه مصلحة عامة ومن المفروض أن يرفع المجتمع أكفه بالدعاء على كل كذوب بأن تصبح ذاكرته مثل «المنخل» لا يبقى فيها شيء من أكاذيبه التي يؤذي بها الناس فإن عاد إليها وقع في أكاذيب جديدة تفضحه على رؤوس الأشهاد! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة