ًالأعمار بيد الله، وكل إنسان منا سواء كان رجلا أو امرأة يعيش العمر الذي كتبه الله له بالساعة والدقيقة والثانية وليس في ذلك خلاف فهذه سنة الحياة التي كتبها سبحانه وتعالى. وتتوالى الدراسات العالمية حول حياة الرجال والنساء في جوانب العمر، حيث أثبتت الحقائق العلمية أن النساء أطول عمرا من الرجال، حيث كشفت دراسة طبية للدكتور توم بيرلز في جامعة بوسطن، أن 85 في المائة ممن تتجاوزت أعمارهم قرنا من الزمن حول العالم هن من النساء، وأن متوسط أعمار النساء أطول من الرجال بعشر سنوات على الأقل، والعوامل المسببة لطول عمر النساء هي تأخر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، حيث كان يعتقد بأن هرمون الاستروجين الأنثوي هو المسؤول عن ذلك، غير أن الدراسات الحديثة أثبتت أن سلامة الشرايين يعود إلى نقص الحديد فى خلايا الدم وهي تمنع إصابة خلايا الدم بالشيخوخة، وأيضا إلى وجود زوج من الموروثات الجينية x في خلايا النساء وبينما يمتلك الرجال xy مما يجعل الخلايا النسائية أفضل وأطول، وبالإضافة إلى إقبال النساء إلى أكل الخضراوات أكثر من الرجال، وغير أن البكاء يطيل العمر فدموع النساء تنهمر بسرعة عكس الرجال. أما العوامل المسببة لقصر عمر الرجال فأثبتت دراسة استغرقت 25 عاما في جامعة هايد ليبرنج الألمانية أن عاصفة الهرمون التستيرون الذكورى التي تصيب الرجال في مقتبل العمر والتي تدفعهم لارتكاب مجازفات خطيرة ومغامرات جريئة مثل التهور في قيادة السيارة وغيرها وأيضا إلى عوامل أخرى مثل الحروب والكوارث الطبيعية، وبالإضافة إلى شراهة التدخين الذي يقصر عمر الرجال عشر سنوات وغير الضغوط المادية والنفسية والبدنية ومسؤوليات الأسرة والإجهاد والإرهاق والتوتر في العمل وكبت المشاعر وقلة النوم، بالإضافة إلى الإكثار من أكل اللحوم والحلويات، وعلى رأي المثل النسائي «اقصر طريق لقلب الرجل معدته»، بالإضافة إلى عدم لجوء الرجال إلى الحصول إلى العون الطبي عكس النساء وهو ما يجعل الرجال يكونون أكثر عرضة للذبحة وأمراض القلب والشرايين، وطبعا لا ننسى دور النكد الأسري الذي يؤدي إلى الضغط والسكر وما يترتب عليهما من مضاعفات. وأخيرا، الله يكون في عون الرجال، فمثل هذه الدراسات تدعو إلى أن يعيد كل منا حساباته في الاعتناء بالصحة وتجنب كل المؤثرات التي تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.