زرت روما عدة مرات في مهمات عمل تخص المركز الإسلامي الثقافي بها، فلم أتعد حدود العاصمة الإيطالية إلا قليلا، نظراً لضيق الوقت وكون الرحلة الواحدة لا تزيد أيامها على أصابع اليد الواحدة، فلا يكون لدي ومن معي متسع لرؤية مدن أخرى في إيطاليا. أما في هذه المرة، فقد وجدنا في بداية شهر المحرم فسحة من الوقت مقدراها نصف يوم، فطلبنا من أخينا الدكتور فريد خوتاني مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا مصاحبتنا إلى مدينة «بيزا»، حيث البرج المائل الذي اشتهرت به تلك المدينة القديمة، وكان رفيقاي في الرحلة الدكتورين عبد الرحمن الزيد الأمين المساعد للرابطة، وحسن الأهدل مدير الإعلام والثقافة بالرابطة أيضا، واستغرقت الرحلة نحو أربع ساعات للذهاب وأخرى للعودة. لما وقفنا تحت البرج وجدناه على الطبيعة أكثر ميلا من الصور التي نراها في الصحف والمجلات والتلفازات، ولم يعد لدي شخصيا شك في أن ذلك البرج العتيد سوف يسقط ذات يوم على وجهه، لينهي بذلك أسطورة ميلانه التي بدأت عند بنائه منذ نحو ألف عام، ولم تزل قائمة حتى دخل البرج في كتب التاريخ، باعتباره إحدى عجائب الدنيا، وأمست المدينة التي تحتضنه مقصدا لعشرات الملايين من السياح في كل عام، وبعد أن درنا حول البرج حذرين من أن «يفعلها» ونحن بالقرب منه، رأينا أن نختتم جولتنا بأداء صلاتي الظهر والعصر في أية زاوية من الساحات المحيطة به، فاتجهنا إلى إحدى دورات المياه المجاورة للبرج، ولكن حارس الدورة منعنا من الوضوء وأنه لن يسمح لنا إلا بغسل أيدينا فقط لا غير، فجادلناه فلم يقتنع بقولنا إننا سوف نمسح على الخفين وأن وضوءنا خفيف نظيف، ورأينا على محياه الشر والعنصرية والكراهية، فأجلنا صلاتنا حتى وصلنا إلى مطعم «بيتزا» على طرف تلك المدينة، ويقال إن هذا الطعام الإيطالي الشهير منسوب إلى مدينة بيزا ذات البرج المائل، وأن سكانها عرفوا عبر التاريخ بإجادة عمل البيتزا، وأن الكلمتين تكتبان بطريقة واحدة، فلما دخلنا المطعم طلبنا من صاحبه تهيئة مكان لصلاتنا، وتوضأنا في دوراته وصلينا الظهر والعصر قصرا وجمعا على أرض مبتلة بماء السماء، وفي أجواء باردة ولكنها منعشة نقية. وقد وجدنا من الإخوان في سفارة المملكة في إيطاليا، وعلى رأسهم القائم بالأعمال رئيس مجلس إدارة المركز الثقافي الإسلامي الأستاذ عدنان المنديل، كل التعاون والتجاوب، مما سهل مهمة عملنا، ومثله يستحق كل خير ورفعة، وحوله رجال مثله في الحيوية والعطاء، ومنهم على سبيل المثال المسؤول عن الشؤون الإسلامية الأستاذ مساعد البصري، وغيره من الإخوة الكرام.. وعليكم السلام! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة