تطل بين الفينة والأخرى مشروعات ثقافة وفنون يكون همها الأول والأخير حفظ تراثنا العربي الموسيقي الكبير في تاريخه ومكانته وقيمته الرفيعة من الاندثار والضياع، من هذه المشروعات يطل برأسه اليوم في بيروت مشروع «قمر للتوثيق والبحث في الموسيقى العربية»، وهو مشروع كما يقول القائم عليه الدكتور ريمون افرام: إنه مشروع ثقافي توثيقي يرمي إلى حفظ تسجيلات غنائية وموسيقية تم تسجيلها خلال القرن الماضي وفي مطلعه تحديدا مثل ما استطاع المهتمون الحفاظ عليه من تسجيلات لفناني تلك المراحل الفنية التي شهدت إبداعا موسيقيا عظيما مثل: سيد درويش، محمود صبح، سيد المسرح الغنائي العربي سلامة حجازي، زكريا أحمد، عباس البليدي، عثمان الموصلي، كامل الخلعي، سامي الشوا، علي القصبجي وابنه محمد القصبجي، يوسف المنيلاوي، وغيرهم. • كيف تتم مثل هذه الخطوات بشكل إيجابي أكثر؟ أولا بالنية القوية منا كفريق عمل مكون مني والعديد من الأسماء الكبيرة في عالم الموسيقى والنقد عربيا والتأليف والتوثيق، وهذا ما نقوم الآن عليه، أسماء كبيرة منهم المتعاون معنا حديثا الباحث والمؤرخ في الموسيقى العربية الدكتور فكتور سحاب وأيضا الباحثة والروائية الكاتبة رشا الأمير صاحبة النجاح الكبير في روايتها في معرض الكتاب الحالي في بيروت «يوم الدين»، وهناك العديد من الأسماء الكبيرة التي تعمل معنا في هذا المشروع الثقافي الذي نحاول من خلاله حفظ التراث الغنائي الحقيقي لعالمنا العربي. • أين وكيف كانت البداية؟ من الطبيعي أن نبدأ من مصر الأم الشرعية وغير الشرعية أيضا لكبار الموسيقيين والفنانين العرب، إلى جانب توافر الكثير من التسجيلات والأصول التي وجدناها بمستويات جودة مختلفة من جودة سماعية 30 في المائة إلى 70 في المائة وهكذا، وفي خطوتنا التالية سيكون البحث والترميم في إنتاج فناني المنطقة لدينا الشام بشكل عام (لبنان وسورية إلى جانب الأردن والعراق، أما المرحلة الثالثة ستكون في السعودية واليمن ودول مجلس التعاون بشكل عام، ثم ما يلي ذلك من رقاع العالم العربي مثل دول شمال أفريقيا. • ما الذي تمتلكونه حتى اليوم؟ نمتلك الآن حدى أكبر المجموعات المعلومة من التسجيلات الموسيقية لفترة ما بين 1903م إلى الثلاثينيات من القرن العشرين، كما أننا توصلنا إلى بعض المجموعات الجزئية من تسجيلات «الاستوديو اللبناني» التي يعود تاريخها إلى خمسينيات القرن الماضي. • دعني أسألك عن أهم أهدافكم تراتبيا؟ حفظ الرصيد المدون والمسجل للسنة الموسيقية العربية بواسطة أحدث الوسائل التكنولوجية، دعم البحث الأكاديمي والتوثيق العلمي، دعم تلك السنة وأساليبها العملية نقلا تربويا، وأخيرا السعي إلى نشرها عبر الوسائط المتعددة وتبصرة جمهور اليوم بالسنة الموسيقية العربية.