يحصد طريق الجنوب الذي يربط العاصمة الرياض بالمنطقة الجنوبية، المزيد من أرواح الأبرياء ويخلف العشرات من إصابات الحوادث المرورية، وعلى رغم أهميته باعتباره شريانا حيويا ويمر بعدد من المراكز والمحافظات الواقعة على ضفتيه، إلا أن معظم أجزائه تفتقر للخدمات الإسعافية أو مراكز ونقاط للهلال الأحمر التي تقلل من أثر هذه الحوادث عموما. فالطريق الرابط محافظة الأفلاج بالسليل والبالغ طوله 220 كيلو مترا ذهابا وإيابا، ومثلها من الأفلاج إلى حوطة بني تميم بطول 160 كيلو مترا، يفتقر للخدمات الإسعافية الضرورية، رغم وجود مبنى للهلال الأحمر في مركز الفرشة نحو 45 كيلو مترا جنوبي حوطة بني تميم مجهز للعمل إلا أن أبوابه مغلقة منذ أربعة أعوام لأسباب غير معلومة، فضلا عن مركز حديث في محافظة الأفلاج مغلق منذ ثلاثة أعوام أيضا للأسباب نفسها. وهنا قال رئيس مركز الفرشة سعد فلاح السهلي: «استبشرنا خيرا عند بدء العمل في مركز الهلال الأحمر في الفرشة عله يخدم الحالات الطارئة الناتجة عن الحوادث وتهدد حياة سالكي الطريق خصوصا وأن بعض الحالات لا تحتمل انتظار قدوم إسعاف من الأفلاج على بعد 120 كيلو مترا تقريبا أو من الحوطة»، وأضاف: «فوجئنا بعد الانتهاء من العمل وتجهيز المركز بالكهرباء والهاتف ودعمه بسيارتي إسعاف، بسحب السيارات وإغلاق المبنى منذ أربعة أعوام دون أي مبررات مقنعة». من جهته، أرجع مدير مركز الهلال الأحمر في الأفلاج مبارك ماجد الحقلان، سبب إغلاق المبنى الجديد منذ أكثر من ثلاثة أعوام لتعثر عملية النقل من المبنى القديم، وقال: «تمت مخاطبة الإدارة عدة مرات لتسريع عملية النقل، وكان هناك بعض الملاحظات المتعلقة بالتجهيزات، وسيتم الانتقال إلى المركز الجديد بعد اكتمال محتواه». وناشد أهالي محافظة الأفلاج وسكان مركز الفرشة ومستخدمو طريق الجنوب عموما، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رئيس جمعية الهلال الأحمر التوجيه بإنشاء مراكز أو نقاط للهلال الأحمر في طريق الجنوب في أسرع وقت ووضع حد للمعاناة التي يواجهها سالكو هذا الطريق منذ سنوات طويلة، وقال المواطن عبد الله الدوسري من سكان السليل إن طريق الجنوب بأكمله يعاني من نقص كبير في خدمات الإسعاف، ويشهد ازدحاما أثناء الإجازة الصيفية، وقال: «تقع على هذا الطريق حوادث ينتج عنها وفيات وإصابات ولا تجد من يسعفها».