تشكل الحقيبة المدرسية هما أسريا وتربويا يثقل كاهل الأسر، ويؤرق تفكيرهم، إذ إن كمية الكتب التي يحملها الطالب على كتفيه منذ التحاقه بالصفوف الدراسية أكبر من قوى جسده. وعلى الرغم من تحرك وزارة التربية والتعليم في دمج مناهجها الدراسية في كتاب واحد مثل مناهج اللغة العربية، الاجتماعيات، وكتب الدين، إلا أنها زادت من كتب التمارين، والنشاط، وأصبح لدى الطالبة والطالب في الصف الأول الابتدائي أكثر من 18 كتابا مدرسيا، إلى جانب الدفاتر وكراسات الرسم. وتحمل مديرة العلاقات العامة في إدارة التربية والتعليم للبنات في الطائف فاطمة الشقيح المدرسة والبيت المسؤولية في ذلك، إذ تؤكد أن باستطاعة المعلمة التخفيف من الحمل على الطالبات، عن طريق التوزيع الأمثل للمناهج. وتضيف الشقيح «للأسف بعض المعلمات يطالبن بإحضار كل الكتب، ما يشكل عبئا على الطالبة وعلى أسرتها، إضافة إلى التأثير النفسي المؤدي إلى تدني مستوى الاستيعاب والفهم». وذكرت مديرة العلاقات العامة في إدارة التربية والتعليم للبنات في الطائف أن الوزارة وضعت في مبانيها الجديدة خزائن يضع الطالب فيها الكتب المخصصة للقراءة، إضافة إلى استحداث فكرة ملف الطالبة لكل المواد للقضاء على كثرة دفاتر الطالبات، توضع فيه الواجبات وأوراق الاختبارات ويحفظ في المدرسة. من جهة أخرى، أكد استشاري جراحة العظام والعمود الفقري الأستاذ المساعد في كلية الطب في جامعة الطائف الدكتور عبد الله الزهراني أن مشاكل وآلام الظهر عند الأطفال كثرت في الآونة الأخيرة، ما زاد من الأسئلة عن علاقة الحقيبة المدرسية بذلك، مشيرا إلى أن آلام الظهر عند الأطفال كانت نادرة، عكس ما هو عليه الكبار، ويعتبر من المؤشرات التي لا يجب إهمالها. وزاد الزهراني «لا شك أن للحقيبة المدرسية علاقة بآلام الظهر التي يصاب بها الأطفال، إذ إن الدراسات أثبتت أنه لا يجب أن يزيد وزن الحقيبة على 20 في المائة من وزن الطفل».