بينت النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن للعام 1431ه نمو سكان مدينة بريدة العاصمة الإدارية لمنطقة القصيم بنسبة 20 في المائة، متجاوزا حاجز ال 50 في المائة من إجمالي سكان المنطقة، جاء ذلك في تقرير صادر عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في وزارة الاقتصاد والتخطيط. وبلغ عدد سكان منطقة القصيم وفق التقرير نحو 1.2 مليون نسمة، فيما بلغ سكان مدينة بريدة وتوابعها نحو 614 ألف نسمة، من أصل 600 ألف نسمة توزعت على عشر محافظات والمراكز التابعة لها . تراجع الخدمات وفي المقابل، انتقد عدد من سكان بريدة، تراجع مستوى الخدمات في ظل النمو العالي للسكان الذي تجاوز في غضون خمسة أعوام منذ التعداد الماضي سقف ال 100 ألف نسمة، وحصرت «عكاظ» مطالب المواطنين في دعم مراكز الشرطة وتكثيف الدوريات الأمنية في المدينة، خصوصا أن بريدة لا تحظى سوى بمركزين للشرطة هما الجنوبي والشمالي، ويصل وفق معلومات خاصة، سقف القضايا التي تعالج في هذين القسمين، نحو ستة آلاف قضية سنويا، في ظل الإمكانيات المحدودة في ما يتعلق بالضباط والأفراد، حيث لا يتجاوز العدد التقريبي لمنسوبي المركزين ال 200 عنصر مكلفين بمحيط يصل عمقه إلى 30 كيلو مترا. ويشكل العامل غير الأمني ضغطا إضافيا على مركزي بريدة، من خلال أعمال الإحضار التي ترتبط بالحقوق ومطالب الدوائر الحكومية، حيث أشارت المصادر إلى أن عمل الإحضار الشهري يصل في المتوسط إلى 110 حالات، في الوقت الذي تعاني فيه الكثير من أحياء المدينة متنامية الأطراف، من ضعف التغطية الأمنية في عدد أفراد الدوريات، خصوصا أن العام الماضي 1431ه شهد زيادة نسبة السرقات مقارنة بالعام الذي سبقه 1430ه، وتشغل محاصرة الانفلات الأمني في الأحياء القديمة، أجهزة عدة في المنطقة، وكانت عمليات المسح الأمني الاجتماعي التي وجه بإطلاقها أمير المنطقة العام الماضي أحد الحلول المطروحة. مطالب المواطنين ويأتي دعم مدينة بريدة بمستشفيات ومراكز صحية، في سلم أوليات المطالب، نظرا للنمو السكاني المتزايد، ففي المحافظة حاليا 36 مركزا صحيا أوليا، منها ثلاثة تحت التجهيز، فيما يضيق مستشفى الملك فهد التخصصي بالمراجعين، وبات الحصول على سرير أحد الهموم، كون المستشفى يخدم مناطق أخرى مجاورة في ظل البطء في تجهيز برج مستشفى بريدة المركزي الذي بدأ تنفيذه قبل سنوات ولم يدخل الخدمة حتى الآن، وهو ما أبرز المطالب بتشييد مستشفى ثالث يخدم شمالي بريدة التي تمدد عمرانها أفقيا، فيما تفصل مسافات طويلة بين ذلك التمدد وأقرب مستشفى عام. ورغم الحضور القوي لمدارس التعليم العام، إلا أن النمو في تأمين حاجات الأحياء أوجد مطالبات تدعو إلى دعمها بشكل مباشر حتى تستقطب الطالبات والطلاب وبما يتوافق مع النمو العام للمدينة. وأكد ل «عكاظ» كل من المواطنين فهد البريدي، صالح الفوزان، حمود الضبيعي، محمد الخريف، ومحمد التويجري مطالبهم العاجلة بمتطلبات النمو الشامل أمنيا، تعليميا، وصحيا وفي الشؤون البلدية، فضلا عن دعم بريدة بطرق محورية جديدة وأيضا في مجالات شبكات الصرف الصحي والتسريع في إنشاء الجسور وتطوير وسط البلد التجاري، ودعو إلى نظرة مسؤولة وعاجلة للمشاريع المعطلة أو تلك التي تشهد تأخر في تنفيذها. المجلس البلدي من جهته، اعتبر عبد الرحمن الفراج عضو المجلس البلدي في بريدة، مدينة بريدة الثانية في المنطقة الوسطى بدليل تجاوز عدد سكانها 600 ألف نسمة، أي نصف سكان المنطقة وفق آخر الإحصائيات، وقال : «رغم هذا فإن الخدمات المقدمة لقاعدة منطقة القصيم لا تتناسب مع عدد السكان ولا مع نموها السريع الذي جعل منها إحدى المدن الأعلى نموا على مستوى المملكة في كافة الأصعدة الأمنية، الصحية أو البلدية». وأضاف الفراج قائلا: «كانت مدينة بريدة تتحصل في فترة من الفترات على نسبة لا تتجاوز ال22 في المائة من ميزانية منطقة القصيم، ثم ارتفعت النسبة قليلا في السنوات القليلة الماضية لتصل إلى نحو 30 في المائة من ميزانية المنطقة رغم أن نصيبها منطقيا لا يقل عن 50 في المائة من الخدمات البلدية للمنطقة، وهو سبب عدم قيام الأمانة بواجباتها تجاه المواطن، خصوصا أن بريدة تضم أكثر من 64 حيا معظمها تنقصه الخدمات الضرورية الأخرى». وزاد: «الأمر ينسحب على الخدمات الأمنية، ففي المدينة يوجد فقط مركزان للشرطة يقدمان خدماتهما لنحو 600 ألف نسمة وهو رقم كبير، وسمعنا أخيرا باعتماد مركز شرطة لشرق المدينة ومركز شرطة آخر لغربها، لكنه لم ينفذ حتى الآن، والأمر نفسه ينطبق على الخدمات الصحية في ظل وجود مستشفى تخصصي واحد يستقبل الحالات المحولة فقط». رأي الصحة وحول حاجة مدينة بريدة إلى مستشفى جديد تحت مسمى مستشفى شمالي بريدة، أوضح ل «عكاظ» محمد الدباسي مدير العلاقات العامة والناطق الإعلامي في صحة القصيم، وجود اقتراح من قبل الشؤون الصحية في القصيم كأول وأهم المشاريع المقترحة ورفعت للوزارة وتم تأييده من قبل مجلس المنطقة، وقال: «نأمل اعتماده ضمن مشاريع هذا العام» وزاد: «يوجد في بريدة ثلاثة مستشفيات؛ مستشفى الملك فهد التخصصي، مستشفى بريدة المركزي، إضافة إلى مستشفى الولادة والأطفال، حيث تصل سعة هذه المستشفيات مجتمعة نحو 700 سرير، فضلا عن المراكز المتخصصة». رأي التعليم من جهته، أشار مدير إدارة الإعلام التربوي في تعليم القصيم سلطان المهوس، إلى وجود أربع إدارات تعليم في المنطقة في كل من عنيزة، الرس، البكيرية، والمذنب، وجميعها تشرف على القطاعات التعليمية في تلك المحافظات وتوابعها، فيما تشرف الإدارة العامة للتربية والتعليم في القصيم على قطاع مدينة بريدة وتوابعها، وقال: الإدارة العامة تشرف على أكثر من 170 ألف طالبة وطالب، يدرسون في1607 مدارس ويشرف على تعليمهم 17548 معلما ومعلمة.