لما كان من أساسيات عمل الرعاية الصحية الأولية، توفير الرعاية الغذائية لأفراد المجتمع بتعزيز التغذية الجيدة والسليمة ونشر التثقيف والوعي الغذائي، يرى استشاري التغذية العلاجية والنائب السابق لرئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية الدكتور خالد المدني أنه يمكن تطوير خطة لتقديم برامج التغذية عبر المراكز الصحية الأولية، وتشمل هذه الخطة إنشاء عيادات تغذية في مراكز الرعاية الصحية الأولية الرئيسية لكل قطاع بكل منطقة صحية أو مديرية، وتكون هذه العيادات مدعمة بأخصائي تغذية، وتزويد العيادات بالوسائل والإمكانات اللازمة لتقويم الحالة الغذائية للأسرة، وللتعرف على أمراض ومشاكل سوء التغذية في المجتمع، وذلك من خلال إعداد نموذج خاص لتقويم الحالة الغذائية والتاريخ الغذائي للأسرة، لتكون ضمن البيانات الرئيسية في الملف العائلي الصحي بمراكز الرعاية الصحية الأولية، ومن خلال هذا التقويم يتم معرفة التاريخ الغذائي لأفراد الأسرة والمشكلات الصحية الناشئة عن سوء التغذية إن وجدت، وكذلك التعرف على العادات الغذائية على الطبيعة، ومن خلال جمع هذه الإحصاءات بالتعاون مع قسم التغذية بالمديرية يتم إعداد وتطبيق برامج التوعية التي تساعد المواطنين على تجنب العادات الغذائية السيئة، والتعرف على الوسائل والبرامج التي تمنع وتعالج هذه المشكلات الغذائية والقيام بإعدادها، والإشراف على تنفيذها في المراكز المختلفة، كما لوزارة التربية والتعليم دور هام في تدعيم برامج التغذية للنشء من خلال زيارات ميدانية من أخصائيي التغذية في الوحدات الصحية للمدارس للتوعية الغذائية بين الطلبة والعاملين فيها، وقد تبنت وزارة الصحة مؤخرا بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض غير المعدية والوقاية منها، والذي يهدف إلى تنفيذ حملة توعوية صحية عن الأمراض غير المعدية في المرحلة المتوسطة. وسوف يتم تنفيذ هذا البرنامج التوعوي خلال العام القادم والمتوقع استمرار تنفيذه لمدة ست سنوات ثم يعاد تقويمه وتطويره وإعادة تنفيذه مرة أخرى. ورغم اعتقاد الكثيرين أن مكافحة السمنة مسألة غاية في التعقيد، يضيف د.المدني إلا أن خبراء التغذية يرون أن الأمر سهل جدا، إذ أن التركيز في نظرهم يجب أن يكون على الاهتمام بالتوازن بين الكيف والكم في الغذاء، ما يعني النظام الغذائي الأمثل الذي يجب إتباعه للوصول إلى تلك المعادلة بتنويع الأطعمة التي يشملها هذا النظام، مع تخفيض الكميات التي تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة وزيادة تلك التي تحتوي على سعرات حرارية قليلة، موضحا في ذات السياق أن الغذاء المتوازن يشتمل على جميع العناصر الغذائية الأساسية من البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والمعادن والماء، ويتحقق ذلك بتنويع مصادر الغذاء مع التركيز على زيادة الكمية المستهلكة من الخضراوات والفاكهة، وعادة ما ينصح خبراء التغذية الأفراد بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكولسترول كوسيلة من وسائل الوقاية من سوء التغذية، إلا أن ذلك لا يعني الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون، ويرى ألا تزيد نسبة الدهون في الطعام على نحو 30 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، مؤكدا على وجوب الإكثار من تناول الكربوهيدرات المركبة مثل النشويات المصحوبة بالألياف والمتواجدة في الحبوب الكاملة والبقوليات، كما أن المحافظة على الوزن المثالي بالنسبة إلى الطول عن طريق معادلة الطاقة المستهلكة أو المتناولة بالطاقة المصروفة أو المبذولة، هي من أهم العوامل التي تقي الفرد من السمنة ومن بقية الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، إضافة للانتظام في ممارسة الرياضة، والفحص الطبي الشامل، والامتناع عن التدخين.