في محاولة للهرب من عدسات ساهر المنتشرة على الطرق السريعة، لجأ شبان إلى تعتيم لوحات مركباتهم برذاذ الغبار الذي تباع عبواته في محال الزينة بأسعار 30 50 ريالا، وعمد آخرون إلى تشويه اللوحات بقطع من الطين لإخفاء أجزاء من الحروف والأرقام لتضليل الكاميرات. كل هذه المحاولات جاءت بعد فشل أصحاب هذه الحيل في نزع الشريط الفضي الملصق على اللوحة من خلال استخدام أجهزة الإنذار المعروفة ب «الجارمر»، وتعمل على إصدار إشارات صوتية في حال وجود كاميرات للرصد، لذلك يستخدم الشبان مزيج الطين، كمحاولة أخيرة عقب أن عجزت كل الوسائل عن تجاوزهم لعقبة ساهر «كما أسموها». وقال أحد الشبان فضل عدم ذكر اسمه إنه ومنذ اللحظة الأولى لتطبيق ساهر دارت شائعات حول وجود مواد بإمكانها منع رصد المركبات في حال السرعة، ومنها مادة شفافة تعمل على عكس أضواء فلاشات الكاميرات، توضع على لوحة المركبة، وتباع بأسعار تتراوح بين 150 250 ريالا، وأكد أن محال الزينة شهدت إقبالا كبيرا من الشبان وسائقي سيارات الأجرة، ونجحت تلك المحال في تحقيق أرباح كبيرة بسبب هذه الشائعة، غير أن المادة لم تكن كما أشيع عنها، ونجحت فقط في استنزاف جيوب الذين غرر بهم. وأقر شاب بأنه نزع الشريط اللاصق من لوحات مركبته بعد اطلاعه على معلومات في أحد المواقع الإلكترونية، تقول إن كاميرات ساهر تعمل بنظام تقني يرصد المخالفة ويصور لوحة المركبة إلكترونيا عند مرورها واقترابها من المنطقة التي تتواجد فيها العربة الخاصة بالرصد، عن طريق أشعة تستشعر الشريط، ومن ثم اتقاط صورة اللوحة للمركبة المخالفة، لكنه أكد أن محاولته هذه للإفلات من كاميرات ساهر فشلت، فيما يؤكد آخر، أن جميع المحاولات لم تجد نفعا للهرب من عدسة ساهر، وعلل بأن برنامج العمل كما أسر له أحد أقاربه الذي يعمل في إحدى الشركات المتعاقدة مع إدارة المرور، يعمل بطريقة مبسطة تعتمد فقط على تحديد سرعة المركبة ومن ثم تصويرها في حال مخالفتها، وتخزين صورة اللوحة في ذاكرة مع بقية صور المركبات المخالفة، ليتم إخراجها بعد انتهاء وردية العمل الميداني وتسليمها لوحدة التسجيل لاحقا، لرصد أرقام المركبات المخالفة يدويا في الحاسب الآلي. من جهته، أكد ل «عكاظ» مصدر في مرور محافظة جدة، انخفاض معدل حوادث السرعة بعد تطبيق نظام ساهر أخيرا، وتحديدا خلال الأشهر الثلاثة الماضية بنسبة تجاوزت ال 90 في المائة من مجموع الحوادث في ذات التاريخ من العام المنصرم. وأوضح المصدر، أن نظام ساهر لرصد المخالفات المرورية مشروع وطني يهدف بشكل كبير، قبل رصد المخالفين والمتهورين، إلى ضبط حركة السير وإدارة الحركة آليا في الميادين والتقاطعات الرئيسة بعد اكتمال المنظومة حفاظا على سلامة قائدي المركبات والعابرين للطرق.