تشهد مدينة عدن حركة اقتصادية نشطة منذ انطلاق دورة كأس خليجي 20 لكرة القدم التي يستضيفها اليمن منذ 22 نوفمبر الجاري وحتى 5 ديسمبر المقبل. ويبرز النشاط الاقتصادي في قطاع السياحة والفنادق والمطاعم وحركة المواصلات والاتصالات ومحال بيع المواد التموينية بعد توافد الآلاف من المشجعين الرياضيين اليمنيين والخليجيين إلى عدن لمؤازرة منتخباتهم. وقال مسؤول يمني إن «آلاف الأشخاص من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي وصلوا إلى عدن لتشجيع منتخباتهم عبر المنافذ الحدودية، منها منفذ الطوال، الوديعة، وميناء شحن وغيرها». وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية السبت الماضي «تواصل تدفق المواطنين الخليجيين من مشجعي الفرق الرياضية المشاركة في بطولة خليجي 20 إلى عدن، حيث بلغ عدد الواصلين 2180 شخصا». وكانت إحصائية صادرة عن مصلحة الهجرة والجوازات في وزارة الداخلية اليمنية بينت «أن 1968 خليجيا دخلوا إلى عدن عبر منفذ الطوال، و212 آخرين عبر منفذ شحن». وتسجل حجوزات فنادق عدن نسبة 100 في المائة منذ بدء توافد المشجعين الخليجيين قبل انطلاق البطولة بثلاثة أيام بحسب مصادر رسمية يمنية، ورافق هذه الحجوزات ارتفاع غير مسبوق لأسعار الغرف، حيث تضاعفت أكثر من مرة مقارنة بالسعر العادي طبقا لمصادر سياحية. وقال مالك فندق الدوحتين محمد عبدالله العمري «نسبة الحجوزات 100 في المائة ودخل الفندق تضاعف ثلاث مرات وجميع نزلائه من الخليجيين والعراقيين جاؤوا لحضور البطولة»، مضيفا «لقد استفاد الكثيرون من هذه البطولة وانتعشت أسواق عدن الراكدة وشعر الجميع بارتياح شديد». وأوضح أحد عمال مطعم البركة «عادة نقضي إجازة عيد الأضحى في منازلنا باستثناء هذا العام نظرا لاستضافة عدن خليجي 20، فقد أجبرنا صاحب المطعم على الاستعداد لهذه البطولة، وبالفعل شعرنا بمضاعفة العمل قبل انطلاق البطولة بيومين»، وتابع «حاليا المطعم يمتلئ بالمشجعين واضطر رب العمل الاستعانة بعمال جدد ليرتفع العدد من 12 إلى 20 عاملا». وفي السياق نفسه، أوضح علاء الصبري محاسب في أحد مراكز التسوق في عدن أن «القدرة الشرائية في (عدن مول) ارتفعت بنسبة 50 في المائة مقارنة بالأيام العادية»، وأرجع هذا الارتفاع «إلى وجود عشرات الآلاف من اليمنيين والخليجيين الذين توافدوا إلى عدن لمؤازرة منتخباتهم». تعددت مجالات الانتعاش الذي أحدثته دورة الخليج، فهناك بائع عسل يمني قدم من وادي دوعن في حضرموت إلى عدن بغرض بيع أجود أنواع العسل اليمني إلى ضيوف اليمن الخليجيين، مشيرا إلى أن «البطولة فرصة لنا لبيع ما يختزله اليمن من خيرات». ولم تكن محال تزيين السيارات وبيع أعلام الدول المشاركة بمنأى عن النشاط الذي تشهده عدن فكان لها نصيب وافر في الحركة التجارية. وأفاد منير الشماسي، وهو رسام وخطاط في مدينة خور مكسر في محافظة عدن، أن «نسبة الإقبال ارتفعت 100 في المائة مقارنة بالأيام العادية، وقد بدأ هذا الحراك الرياضي منذ نحو شهر ومعظم الوافدين إلى المحل هم تجار، حيث حول عدد منهم أسماء محالهم باسم البطولة، ونصب آخرون لافتات ترحيبية بالأشقاء والضيوف الخليجيين وهو ما أضفى على البطولة حماسا كبيرا». وكان تقرير رسمي كشف أن الحكومة اليمنية «أقامت منشآت فندقية منها فندق القصر بتكلفه 200 مليون دولار، إلى جانب فندق عدن (خمس نجوم) الذي أعيد تأهيله وتطويره بتكلفة 35 مليون دولار». وذكر تقرير اللجنة الإشرافية الوزارية العليا للإعداد والتحضير لاستضافة «خليجي 20» أن الحكومة اليمنية «رصدت 47 مليون دولار لإنشاء فنادق جديدة»، موضحا أن «الحكومة اليمنية خصصت نحو 560 مليون دولار لتنفيذ مشاريع خدماتية وتنموية في المحافظات التي تحتضن البطولة خصوصا في قطاعات الكهرباء والأشغال والطرق والاتصالات والصحة والمياه والصرف الصحي والنقل والنظافة والإنارة»، مؤكدا أن «عدن استحوذت على حصة الأسد من هذه المشاريع».