عكست تعليقات القراء على مقالة الأسبوع الماضي المشاكل التي تواجه المرأة بعد الأربعين، وتطرقت الكثيرات لدور الرجل ولخصت إحدى القارئات الفاضلات هذا بقولها «الواحدة تبغى رجال يحسسها بأنوثتها لو صارت حتى 70 سنة، هما الرجال اللي بيعطوا أمل وكمان بيحطموا». فالأصل في ارتباط أي اثنين ببعض أن يحاول كل واحد منهما إسعاد الآخر، وهذا الذي يحدث في بداية الزواج، فعندما تسمع الكلام الذي يقال في هذه المرحلة تجد أن قلبك يرفرف من السعادة. ولكن مع مرور السنين يتغير الكلام، وفي كثير من الأحيان يختفي وتبدأ مرحلة من الحياة يطلق عليها «عيشة والسلام». فالزوجة مشغولة بالبيت والوظيفة وتربية الأولاد، والزوج مشغول بالعمل وبتكوين نفسه وتحقيق ذاته. ويكبر الأولاد وتكبر هي معهم، لكن الزوج يرفض أن يكبر ويتساءل، لماذا تغيرت زوجته بعد الأربعين؟ شكلها وجسمها وتفكيرها واهتمامها به، بل وحتى اهتمامها بنفسها؟. فالفكر السائد في المجتمعات الشرقية يحمل المرأة مسؤولية إسعاد الرجل وينسى (أو يتناسى) أنها حملت وربت وتعبت (وهي ساكتة ومسلمة أمرها لله) وأنها تحتاج في هذه المرحلة إلى الرعاية والاهتمام وإلى رجل يعوضها عما فاتها. المرأة هي المرأة في الأربعين أو الخمسين أو الستين .. أنثى كالزهرة التي إن لم ترتو من زوجها تذبل وتموت. فالمرأة مخلوق جميل ولكنها تحتاج دائما إلى نظرة من عين زوجها تؤكد لها أنها ما زالت جميلة. وأكثر ما يؤلمها أن يشعرها زوجها بعدم الاهتمام، وأنها «خلاص كبرت» ويقتل ذلك ثقتها بنفسها، ويشكل بيئة ممتازة لظهور الاكتئاب والمشاكل النفسية والعضوية الأخرى. وكل المطلوب من الزوج أن يتذكر أنه الوحيد الذي أعطته زوجته كل شيء جميل فيها، ويشعرها أنه ما زال يهتم بها وبشكلها ويستمتع بحديثها وبالخروج معها.. حتى لا يكون هو والهرمونات عليها. * استشاري أمراض النساء والولادة ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 190 مسافة ثم الرسالة