خيم التوتر الشديد على شبه الجزيرة الكورية أمس بعد قصف مدفعي متبادل بين الكوريتين واتهمت بيونغ يانغ التي قصفت أمس جزيرة كورية جنوبية متسببة بسقوط قتيلين و18 جريحا، سيول بأنها بادرت إلى إطلاق النيران أولا كما أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية. وعرض التلفزيون الكوري الجنوبي صباح أمس صورا لمواقع في إحدى الجزر الحدودية تعرضت لقصف مدفعي كوري شمالي على الساحل الغربي لكوريا الجنوبية وذكر التلفزيون الكوري الجنوبي أن 200 قذيفة مدفعية على الأقل سقطت على تلك الجزيرة، حيث أسفر القصف عن مقتل جنديين وجرح 18 آخرين بينهم 3 في حالة خطيرة، بدورها ردت بطاريات المدفعية الكورية الجنوبية على مصادر إطلاق النار وأطلقت 80 قذيفة. وتحدثت مصادر في سيئول عن حرق أكثر من 60 منزلا، كما تم إجلاء سكان الجزيرة الجنوبية إلى المخابئ عقب القصف. وأعلن الجيش الكوري الجنوبي حالة التأهب القصوى، وبدأت مقاتلات جنوبية بالتحليق فوق الحدود الغربية المحاذية لكوريا الشمالية. وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك عن استعداده لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتجنب اندلاع نزاع مسلح مع كوريا الشمالية. وأبدى لي ميونغ باك في اجتماع طارئ مع قادة الجيش استعداد بلاده لإعطاء رد فعل حازم في حال استمرار الاستفزازات الكورية الشمالية. وأفادت وكالة «رينخاب» للأنباء أن القيادة العامة للقوات المسلحة الكورية الجنوبية بعثت رسالة لبيونغ يانغ تدعوها إلى وقف القصف المدفعي للجزيرة. هذا وقالت وكالة «ايتار - تاس» الروسية للأنباء إن مصادر في الجهاز الرئاسي الكوري الجنوبي لا تستثني احتمال أن يكون قصف الجزيرة كرد فعل من بيونغ يانغ على المناورات العسكرية السنوية «الهوغوك» التي تجريها سيئول على الحدود الغربية في البحر الأصفر. وقد انطلقت المناورات التي تعتبر أحد أكبر التدريبات العسكرية في كوريا الجنوبية يوم الاثنين بمشاركة زهاء 70 ألف عسكري. ويأتي الحادث وسط توتر شديد على الحدود بين الكوريتين بسبب برنامج كوريا الشمالية النووية وبعد غرق بارجة كورية جنوبية في مارس حملت سيئول مسؤوليته لبيونغ يانغ. كما يأتي ذلك فيما غادر المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون كوريا الشمالية ستيفن بوسوورث طوكيو متوجها إلى بكين للقاء المسؤولين الصينيين وبحث الملف النووي الكوري الشمالي بعد أيام على كشف كوريا الشمالية عن موقع تخصيب يورانيوم لديها. بدورها أعربت الصين على لسان الناطق الرسمي باسم خارجيتها هون لاي عن قلقها جراء الحادث في البحر الأصفر. كما دعت الخارجية الروسية إلى العمل لتجنب زيادة حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وفي الوقت ذاته ذكر المصدر أن كافة الأنباء حول الحادث في البحر الأصفر وردت من الجانب الكوري الجنوبي، لذا يجب الانتظار حتى إعلان بيونغ يانغ عن موقفها رسميا من هذه الأحداث.