صرح مدير سينما الدانة البحرينية لصحيفة الوطن بأن مبيعات تذاكر دور السينما في أول أيام عيد الأضحى تجاوزت 40 ألف تذكرة، 95 في المئة من تلك التذاكر ذهبت إلى السعوديين وفقا لحجم العملة السعودية المتداولة، وهذا يعني في لغة الأرقام أن 38 ألف تذكرة ابتاعها السعوديون بقيمة إجمالية تقدر بمليون ومائة وأربعين ألف ريال، أنفقت خلال يومين على شباك تذاكر السينما البحرينية. ليس هذا هو اللافت في الموضوع وإن كان محيرا، ولكن الإشارة التي صرح عنها المتحدث بشكل جلي إلى أن السينما البحرينية تستفيد بشكل مباشر من تغيير وجهة آلاف من الأسر السعودية في قضاء إجازة العيد بالتنزه والتسوق العائلي في المنطقة الشرقية إلى التوجه لمملكة البحرين لمشاهدة آخر الأفلام في دور السينما البحرينية. ليس من حجر على المتنفعين من رحى الجدل المستعر في قبول أو ممانعة السينما أو باسمها الآخر الحصري في مجتمعنا «صالات العروض المرئية» خشية القاذفات اللفظية، وجل المساحة الفاصلة بين قطبي رحى الخصومة لا تتجاوز 40 كيلا عن حدودنا، تستقطب فيها محركا اقتصاديا نفاثا بماركة «الشعب السعودي»، الذي ضجت ثقافته من فريقين جعلا من «الهوامش» قضية أساسية ومعركة بلا راية، فاشترى كثير منا راحة البال بترحال «التيك أوي» إلى ميدان آخر لم يحجر واسعا في هذا الشأن ولسان حاله: اختصموا كما شئتم طالما أنا المستفيد، ويدخل في هذه البيعة محال الاحتيال على الملكية الفكرية بتوزيع المستنسخ من أقراص الدي في دي تحت مرأى ومسمع الجهات المختصة، وأقنية الإنترنت التي كفتنا مؤونة «بعد الشقة» بكبسة الزر. إن أكثر ما يجعلني في ورطة الحيرة، حديث الأجيال من قبلي عن مساحة المتعة الإنسانية البريئة على وقتهم في هذه المسألة تحديدا، وهم يروون علي طريقة استئجار مكائن العرض السينمائي وصالات العرض التي كانت تقام على مائدة «أبي فوق الشجرة» وكوميديا إسماعيل يس، في الوقت الذي أحكي لهم عن معاناة جيلنا «الثمانيني» الذي افتقد إلى أحد أهم عناصر الثقافة البصرية ذات الشكل الاجتماعي، فلم نشاهد السينما على خلافهم إلا وحقائبنا على ظهورنا رغم أنف الطفرة وعصور الانفتاح. بحكم قربي من الزملاء العاملين في النشاط السينمائي، دعيت داخليا إلى نماذج بدائية من صالات العرض حوت مضمونا يستحق إعادة المشاهدة لأكثر من مرة، المؤلم هنا: أنهم حظوا بالتكريم الإقليمي والعالمي، أما هنا فالختم معلق «منع من العرض». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة