يصر الطفل فهد (ستة أعوام) على إطعام المارة في مشعر عرفات تمرا من علبة صغيرة يحملها بين يديه، ولا يكتفي الحاج الصغير فهد بأن تتناول التمر منه بيديك، ولكنه يصر بكرم غامر على أن يدخل التمرات بيديه الغضتين إلى أفواه المارة. فهد وهو مرتدٍ إحرامه حاجا مع أسرته، شد انتباه الكثيرين بلطفه وكرمه وبشاشته، وبات العلامة الفارقة بين أطفال المخيم الذي تقطنه فئة حجاج الداخل. ويقول والد الطفل فهد إنه كان يناقش وزوجته ليلة الذهاب إلى عرفة فكرة يقدمان من خلالها خدمة للحجاج، بشكل يتوافق مع دخلهم المحدود، مضيفا «اقترحت زوجتي شراء عبوات تمر وتوزيعها على الحجاج أثناء سيرنا إلى مشعر عرفات، متمنية أن تضع التمرات بنفسها في أفواه النساء الحاجات، وهنا التقط ابني الفكرة».