أسهم أحد تجار جدة في الإيقاع بشبكة من الأفارقة مارست عمليات نصب واحتيال واسعة النطاق بإيهام الضحايا عن وجود كنوز تعود لأجدادهم مدفونة في مواقع نائية لا أحد يستطيع الوصول إليها أو استخراجها. وأوهمت الشبكة ضحاياها عن قدرتها على إخراج المدفون بالتعاون مع صاحب الكنز الموروث، واشترطت مقابل ذلك دفع مبالغ كبيرة. المعلومات التي تلقاها التاجر عبر الهاتف الدولي من أحد المحتالين دعته للتظاهر بقبول العرض مبديا سعادته بالكنز واستعداده لدفع المطلوب، وطلب المحتال من الطرف الثاني إمهاله بعض الوقت لظروف تواجده في الخارج مشيرا لنيته في إرسال مبعوث للتفاوض معه حول التفاصيل واستكمال الصفقة. ولم يمض وقت طويل حتى وصل أحد المبعوثين إلى التاجر فشرع في مفاوضته واتفق الطرفان على مبلغ ربع مليون ريال نظير استخراج الكنز المدفون. وتم إرجاء تسليم المبلغ إلى ما بعد يومين. توجه التاجر إلى وحدة مكافحة جرائم الأموال في شعبة التحريات والبحث الجنائي وتقدم ببلاغ رسمي ضد المحتال ومعاونه، فحثته الجهات الأمنية على الاستمرار في التفاوض لتطمين المتهمين ومضت الخطة كما تم إعدادها، حيث دخل الطرفان في مفاوضات بهدف تخفيض قيمة الصفقة. وفي لحظة الاستلام انقض رجال البحث والتحريات الجنائية على المبعوث المتهم وأحد أعوانه. وسجل الثنائي اعترافات تفصيلية باحتيالهما وعضويتهما في شبكة دولية يديرها رجل من جنسيتهما عبر الهاتف الثريا حيث يستخدم أرقاما صادرة من أوروبا والولايات المتحدة في محاولة منه للتغرير بضحاياه وخداعهم بانشغاله في عدة رحلات استثمارية في الخارج. وأفاد المقبوض عليهما أن دورهما ينحصر فقط في استلام الأموال وتحديد موقع وهمي للكنز. وقال ل «عكاظ» الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد بأن الموقوفين على ذمة التحقيق رجلان أحدهما مالي الجنسية مخالف للإقامة يدعى «عبدالرحمن نوري»، والآخر من ساحل العاج ويبلغ من العمر 30 عاما يدعى «وياكا ريتكو بوبالي». وحث المتحدث الجميع توخي الحذر من تحركات وهواتف المحتالين.