تابعنا بدهشة الأحكام التي صدرت بحق المتهمين في قضية تزوير صك الأرض الشهيرة في ثول، التي سرت أخبارها في كل الأنحاء منذ فترة طويلة، وانتظر الناس ماذا يحدث بشأنها، وكيف ستكون أحكام المدانين فيها لأنها قضية كبيرة ومثيرة وفيها جرأة بالغة، تورط فيها بعض المسؤولين في المحاكم والقضاء.. أقول تابعنا الأحكام بدهشة لأن الفساد الذي حدث في القضية من أشد أنواع الفساد، أرض تتضاعف قيمتها من 6 ملايين ريال إلى 600 مليون ريال خلال شهرين. أرض مزورة من الأساس ومع ذلك لم يستغرق إفراغ الصكوك أكثر من 16 يوما. رشاوى بمئات الألوف وبالملايين وقطع أراض لبعض المتهمين وزوجاتهم. قفز فوق الأنظمة وتجاهل لها بكل وقاحة وصلف. ومع كل ذلك فقد قرأتم الأحكام الناعمة جدا التي صدرت بحق المدانين، وما أثارته من أسئلة كبيرة حين برأت بعض الأطراف دون تفسير واضح أو حيثيات يمكن فهمها.. من حين لآخر نسمع أحكاما تعزيرية تصل إلى آلاف الجلدات وسنوات من السجن في قضايا لا يمكن أبدا مقارنتها بهذه القضية. قضايا ليس فيها حدود ولا تضر بالوطن أو المال العام ومصالح الناس، وقضية مثل هذه تمارس فيها أقبح أشكال الفساد في مرفق قضائي، وينهب مال الوطن بالغش والتزوير، ثم تصدر هذه الأحكام التي لا يحلم بها مذنب في قضايا أقل سوءا من هذه القضية.. هيئة الرقابة والتحقيق كشفت تفاصيل الجريمة، والادعاء العام اعترض على بعض الأحكام لأنها لا تتناسب ونوع الجرم، والذين أصدروا الأحكام لم يقنعونا بمبرراتها، وهذا ما يجعل المجتمع يطالب بتفسير واضح لكل ما حدث.. نحن لا نوجه اتهاما بل نريد أن نفهم لأن من حقنا أن نفهم، ولأنه إذا كان كل مزور أو مرتش يقبض الملايين ثم ينتهي الأمر بسجنه سنتين أو ثلاثا وتغريمه مبلغا لا يذكر فإن الفاسدين سيتكاثرون كتكاثر الخلايا السرطانية. أليس هؤلاء من الذين اقترفوا جريمة في حق الوطن واعتدوا على القضاء؟؟ فما هو إذن جزاؤهم؟؟ ما هو العقاب العادل؟؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة