غيب الموت أمس أمين عام مجلس منطقة الجوف سابقا الأديب والناشر والمؤلف الدكتور عارف مفضي المسعر قبيل نزول طائرة الإخلاء الطبي التي نقلته من منطقة الجوف إلى العاصمة الرياض بخمس دقائق. وكان الراحل قد ادخل مستشفى الأمير عبد الرحمن السديري في الجوف قبل أسبوع بسبب تعرضه للجلطة التي استدعت نقله إلى الرياض، حيث زاره في المستشفى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف الجمعة الماضية. وبدأ الراحل حياته مدرسا في مجال التربية والتعليم حيث عمل، ثم رئيسا لقسم الأرشيف في إدارة النشر والشؤون العامة في وزارة المعارف آنذاك عام 1385ه، ثم رئيس قسم العقود بوزارة المعارف، ثم مديرا عاما لتعليم الجوف عام 1393ه، وقد أكمل تعليمه وحصل على الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها من جامعة عين شمس عام 1984م، إضافة إلى أنشطته كأمين عام جمعية البر الخيرية، وعضوية مجلس إدارة جمعية الناشرين السعوديين، المجلس الثقافي في دار الجوف للعلوم، ونائب رئيس لجنة رعاية المعوقين في الجوف، رئيس لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم في المنطقة، إضافة إلى إسهاماته ومشاركاته في الندوات والفعاليات الثقافية، وبعد سنوات طويلة من الخدمة في الحقل التربوي انتقل إلى إمارة منطقة الجوف، وتدرج في الأعمال الإدارية حتى تقاعد وهو في منصب أمين عام مجلس المنطقة. وللراحل صاحب دار معارف العصر للنشر والتوزيع في الجوف مؤلفات عدة منها: المنقول والمعقول في التفسير الكبير للفخر الرازي (رسالة دكتوراه)، الإسلامي للنشء في فلسفة الغزالي، التوجيه التربوي : أهميته، مفهومه، أهدافه، منطقة الجوف (من سلسلة كتب : هذه بلادنا)، وكتاب (الجوف وادي النفاخ) للأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري، وكتاب «فصل من تاريخ وطن وسيرة رجال، عبد الرحمن بن أحمد السديري أمير منطقة الجوف» ، والشيخ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك «مدرسة ذات منهج». نائب وزير العمل الدكتور عبد الواحد الحميد قال عن الراحل : «لا أحد يجهل الدكتور عارف المسعر الذي ملء السمع والبصر حتى قبل أن يبلغ العشرين من عمره»، وأضاف «الراحل خدم منطقته وبلاده على مدى سنوات طويلة، فهو أحد الذين دخلوا سلك الوظيفة في سن مبكرة عندما كان المركز الوظيفي المرموق لا يتطلب أكثر من الشهادة الابتدائية أو حتى أقل من ذلك»، وزاد الحميد الذي يعد أحد طلاب الراحل «كان الراحل وديعا، ومعلما لا تمل حصته».